صدر للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو كتاب جديد عن دار الشروق في القاهرة، بعنوان (تأملات في قضايا معاصرة). يشتمل الكتاب على ثلاثة عشر فصلا، تتناول قضايا فكرية وثقافية وحضارية تشغل اهتمامات النخب المثقفة والقيادات الفكرية في العالم، وهي، العولمة والحياة الثقافية في العالم الإسلامي، ومفهوم التنوير في التصور الإسلامي، وحقوق الإنسان في التعاليم الإسلامية، والتربية السياسية في الإسلام، والحوار الإسلامي الإسلامي، والدور الحضاري للأمة الإسلامية في عالم الغد، والإيسيسكو والمشروع الثقافي الإسلامي، وملامح من المستقبل العلمي للعالم الإسلامي، وكيف يواجه العالم الإسلامي التحديات العلمية في عصر العولمة؟ وتطور الخبرات الثقافية في العالم الإسلامي عبر القرن، والتعاون الدولي الديني لمواجهة تحديات البيئة، والجوانب السياسية للحوار بين الحضارات من منظور إسلامي، والدراسات المستقبلية في مجال تطوير المؤسسات الإسلامية. وكتب الدكتور عبد العزيز التويجري مقدمة لكتابه الجديد جاء فيها "إن الحياة الفكرية والثقافية والعلمية في عالم اليوم، تموج بتيارات متضادة وباتجاهات مختلفة وبأفكار يتنافس أصحابها في إثارة الاهتمام بها والالتفات إليها والحض على تبنيها والاعتماد عليها في مناحي الحياة كافة، وعلى الرغم من ن قضايا العصر ومعضلاته توجب التعايش بين الثقافات والحوار بين الحضارات وتبادل الأفكار والآراء سعيا لتحقيق الاستقرار للمجتمعات البشرية وإيجاد المناخ المناسب للتفاهم والتعاون على ما فيه الخير والتقدم والازدهار للإنسانية، فإن حقيقة الأمر على المستوى الفكري والثقافي، تكشف عن وجود قدر كبير، يتفاوت من مرحلة إلى أخرى، من الحدة في المواجهة التي تتداخل فيها المصالح السياسية والاقتصادية، وتتحكم في توجيهها الإرادات المتباينة. ويذهب المؤلف في المقدمة إلى أنه حتى إذا صدقنا أن الفكر الإنساني في هذه المرحلة من التاريخ، يجنح نحو الواقعية في التنظير والموضوعية في التعامل مع المستجدات والمتغيرات، فإن الواقع المعيش على شتى المستويات، يؤكد لنا أن ثمة مواجهات محتدمة بين الأفكار والآراء والمقولات النظرية والأطروحات الثقافية، وأن غلبة المثالية والشطط في الخيال والغلو في التفكير، ظاهرة من الظواهر الفكرية والثقافية الإنسانية الدالة على وجود تجاذب عنيف في المجال الفكري والثقافي، يتخذ أشكالا وصورا، تختلف من حالة إلى أخرى من الحالات التي يعيشها الإنسان المعاصر في هذه الحقبة من حقب التاريخ الإنساني. وقال المؤلف إنه من موقع الرصد لهذه الحركة الفكرية الثقافية والنظر في دلالاتها ومعانيها، والتنبه لغاياتها وأهدافها، راح يتأمل في عدد من القضايا الفكرية والثقافية والحضارية المعاصرة التي تثير كثيرا من الجدل والسجال، وكثيرا من الضجيج واللغط، واختار التركيز بصفة خاصة، على القضايا الفكرية والثقافية التي تهم المجتمعات الإسلامية المعاصرة، والتي لها تأثير على شتى جوانب الحياة الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي، ومن ذلك العولمة والتربية السياسية والتنوير وحقوق الإنسان والمشروع الثقافي الحضاري الإسلامي والدور الحضاري للأمة الإسلامية في عالم الغد والمستقبل العلمي للعالم الإسلامي والحوار الإسلامي الإسلامي إلى غيرها من القضايا التي حرصت على بحثها ودراستها وعلى تأملها من جوانبها المتعددة. وقال المؤلف الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري إنه نظر في كتابه من خلال الرؤية الشمولية، في قضايا فكرية وثقافية ذات بعد حضاري، وامتداد سياسي واقتصادي، وتأثير على المجتمعات الإسلامية وعلى الإنسانية قاطبة، وقد حفزه إلى دراستها والتأمل فيها، الحرص على أداء واجب المفكر إزاء أمته وهي تستأنف دورة حضارية جديدة. ويقع الكتاب في 200 صفحة من القطع المتوسط. ويعرض الكتاب حاليا في جناح دار الشروق، في المنتدى الدولي الأول للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية في القاهرة في إطار (مهرجان القراءة للجميع).