تعرض الفنانة التشكيلية أعمالها الفنية برواق محمد القاسمي من 02 الى 14 نونبر 2012 ، في اطار الدورة السابعة لليلة الأروقة التي أطلقتها وزارة الثقافة، عبر مختلف أروقة المغرب، قصد تعزيز المشهد التشكيلي ونشر الثقافة الفنية، من خلال اعتماد أوقات مفتوحة للعرض تختلف عن الأيام العادية، ويتضمن المعرض 34 لوحة فنية، التي اختارت لها الفنانة نزهة الرواني،خريجة المركز الجهوي للفنون التشكيلية بالرباط، واستاذة التعليم لمادة التربية التشكيلية بالقنيطرة، عنوانا دالا وذا ابعاد فلسفية فنية ” نشاة الكون” ، حيث عملت الفنانة على تجميع الرؤية والتأملات والنظر بالبصيرة في عالم الفضاء والكون، وجماله لأكثر من ست سنوات، وقد أدى هذا البحث الذي اعتمد على اللون والشكل والإنجاز الجمالي ، إلى الانتكاس فلسفيا لنشأة الحياة،وحول هذا المعرض أكد الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، لقد اعتمدت في أعمالها على حركة لولبية مستمرة، بألوان ساخنة تستمد مقوماتها الجمالية من الاسود، واللونين الأحمر والأصفر ومشتقاتهما، بتقنيات متعددة المشارب والمدارس، لتؤكد عزمها على الخوص في هذه التجربة الفنية التي تحفر في الجذور المعرفية للنشأة الأولى للكون، وللطبيعة المحيطة، لتطرح بذلك جملة من الأسئلة والقضايا التي شغلت بال المفكرين والفلاسفة الكبار، واستمر اعمال الفكر فيها منذ الأزل، قصد استكناه عمق هذه النشأة التي تبلورت إلى محطات وجودية، ما تزال غامضة، وتحتاج إلى الكشف بفكر شفيف عن امتداداتها المعرفية، والتي نستمد منها بعضا من وجودنا العام، وبهذه الأعمال تكشف الفنانة نزهة بتقنيات الاكريليك والكولاج والحفر على القماش، عن فكر فلسفي تشكيلي، يسائل الوجود كفركة كونية تحتاج الى المزيد من التأمل بتقنيات مختلفة ومتواترة قصد فهم هذا العالم الذي نعيش فيه، ونتجاور معه، ونجهل فيه العديد من المناحي الحياتية والفكرية،إن الفن التشكيلي لا يكفي أن يكون مجرد ألوان وحركات ونتوءات، بل يتعداه إلى التفكير في ماهيته الجديرة بالبحث والتقصي، واكتشاف لغات رديفة تنهض بعجزنا المعرفي وتقوي ايماننا بالحياة البصرية، التي تتطلب منا المشاركة في فهم وافهام معاني وجودنا، كما هو الشأن في أعمال الفنانة الرواني، التي تستمد قوتها من فعل الحركة/الظاهر، ليستمر إلى فعل القوة/ الباطن، لفك ألغاز العالم اللامتناهي.