أعرب مفتش مادة التربية التشكيلية ومدير المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية الفنان محمد ابن كيران، عن عميق تأثره بالأعمال التي أنجزها التلاميذ والتلميذات المشاركون في الورشة الفنية التي احتضنها فضاء الثانوية الإعدادية المسيرة بمدينة تيسة إقليم بولمان مؤخرا ، وقال ابن كيران إن التظاهرة كشفت عن تفكير تشكيلي يؤشر على رؤية فنية للمحيط العام والخاص، وأضاف أن الفنون التشكيلية أكدت حضورها القوي والسليم في بث الحماس لدى الشباب وتعزيز قدرته على التواصل أكثر من أجل الابتعاد عن كل ما يعيق تطور الفكر الراقي واندماجه في المؤسسة بإنتاجية هادفة تسمو بمداركه وتقوي ملكاته. و بدا جليا للعيان من خلال أعمال هؤلاء البراعم الواعدة ، يضيف الاستاذ ابن كيران، كيف حملت التجارب الإبداعية الموهوبة أفكارها في أعمالها ، وتشبعت من كل المرئي، ونقلت للمتلقي خبراتها وتقنياتها وأفكارها في قضايا الوطن، حيث جاءت الأعمال المنجزة في الورشة تحت أضواء اللوحات المتدلية من عناقيد التشكيل، بنفس واحد وبتنوع مختلف، كل ذلك من أجل استجلاء العملية الإبداعية لاستشراف أفق التلقي والمساهمة في تدريب العين بالمشاهدة والمراس، التي تعتمد على كل الحواس بالاضافة الى البصيرة والبصر. وحول أهداف التظاهرة الفنية أكد رئيس المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل والمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس سعيد العفاسي» أن الفن عبارة عن حصول أثر من الشيء في النفس» من هنا كانت الزيارة مشفوعة بالتجلي البصري، ثم جاء التجلي العملي بعد الاشتغال في الورشة بتقنيات البحث عما انطبع في الذاكرة، وما تجلى في تلك اللحظة المشرقة، المدعمة بسنائد عدة وإشارات بليغة، وألوان ممهورة بتجارب 56 فنانا مشاركا في المهرجان، الكل ينشد التجليات بتنوع فكري وتقني طبع جل أعمال المشاركين في المهرجان، كان هدفه الأساس، يضيف العفاسي، هو خدمة التشكيل المغربي من خلال اعتماد مشاركات مختلف من دول متباينة الأساليب والمشارب الفنية ولها اختلافات جذرية في الثقافة والعادات والتنوع الثقافي، الأمر الذي خلق فرصا كبيرة للتلاقي وتبادل الأفكار والتقنيات وكذا التباحث في مناهج وطرائق الاشتغال قصد تمرير اللغة التشكيلية وتمتين العلاقة الفكرية بين انشغالات وهموم الفنان ثم المتلقي. وفي السياق ذاته ، عبر مدير الإعدادية محمد الجناتي، عن شكره للمرصد الجهوي وللمهرجان، معتبرا الورشة مناسبة لتفريغ شحنات الضغط الدراسي، والانفتاح على عوالم بصرية وحضارية ومعمارية متنوعة، الأمر الذي انعكس إيجابا على أعمال التلاميذ حيث كانت أعمال المهرجان متجلية في المعرض، وكانت فاس حاضرة بكل مكوناتها المعرفية في اللون والشكل والتاريخ. من جهة ثانية أعرب المتدخلون خلال حفل توزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات في المعرض، عن مدى إعجابهم بالأعمال المعروضة للتلاميذ والتي تستحق العناية والرعاية، لتطوير المكتسبات وتشذيب التجربة، لتعميق الوعي بأهمية التربية التشكيلية في المدرسة. يشار إلى أن التظاهرة الفنية التي ينظمها المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل احتفاء بانتهاء الموسم الدراسي، وتفعيلا لبرنامج أنشطة المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس، والذي انفتح على مؤسسات تعليمية بفاس وخارجها، ترسيخا لمبدأ التعاقد وإشراك التلاميذ والتلميذات في العملية الإبداعية سواء من خلال زيارة أروقة المهرجان والتي أثث فضاءاتها 56 فنانا تشكيليا من 12 دولة، تحت شعار: « تجليات الفنون التشكيلية في خدمة قضايا الوطن» دورة الفنان التشكيلي المغربي : « عبد الله الحريري ، أو من أجل البحث في المضامين التشكيلية التي ينتجها الفنان، والقبس من تجارب المشاركين، والتي تميزت بالتعدد التقني والنظري والعملي والمفاهيمي.حيث نظم بفضاء إعدادية المسيرة بمدينة تيسة معرض تشكيلي، عبارة عن نتاج الورشة الفنية التشكيلية التي نظمت لفائدة تلاميذ وتلميذات الإعدادية توجت بزيارة لأهم المعالم التاريخية والحضارية لمدينة 12 قرنا من التنوع والاختلاف والرقي بالإنسان، حيث افتتح المعرض بزيارة الأعمال الفنية ، حيث فتح نقاش عام حول أهم التقنيات والأساليب التي استعملها التلاميذ في أعمالهم مع التركيز على معالم الضوء والظل والحفر بصريا في مجمل اللوحات التي كانت تؤثث فضاء الورشة، في أفق تحفيزهم على تطوير مواهبهم وصقلها . وفي نفس السياق تم تنظيم ورشات فنية لفائدة تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية الأدارسة بفاس ومجموعة مدارس إش نعكي بقرية سكورة بجهة بولمان.