تتواصل بمدينة فاس فعاليات المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية، الذي ينظم إلى غاية 28 أبريل الجاري، تحت شعار "تجليات الفنون التشكيلية"، بأروقة محمد القاسمي والمركب الثقافي البلدي الحرية بفاس ملصق المهرجان (خاص) بمشاركة 56 فنانا تشكيليا يمثلون 12 بلادا منها فلسطين، والجزائر، وتونس، ومصر، والأردن، ولبنان، والسعودية، وإيران، وإسبانيا، ورومانيا، وبريطانيا. وتحتفي هذه الدورة، التي ينظمها المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس، وبتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة ومقاطعة فاسالمدينة، بالفنان التشكيلي المغربي، عبد الله الحريري، كما تحتفي بالمشهد التشكيلي بمدينة فاس التي أصبحت، حسب مدير المهرجان، محمد بنكيران، منذ 1999 تضرب موعدا في شهر أبريل من كل سنة مع مبدعين تشكيليين من مختلف المدارس والمذاهب والتيارات والمناحي التقنية والفكرية، يحجون لفاس باحثين ومنقبين ومجددين ومتفاعلين مع فاس، وسكان فاس، وفناني فاس، أوفياء للإشعاع الثقافي والفني مساهمين في غنى التجارب والخبرات، وتلاقح الأفكار والأجيال والنظريات، لربط جسور التواصل والتشارك البناء، الذي يؤثث جماليات التلقي المشترك. وقال المنظمون خلال حفل التكريم، في كلمة نشرت في كتيب المهرجان، إن المهرجان "اختار هذه السنة الاحتفاء بعلم من أعلام التشكيل المغربي، بصم السند التشكيلي مند أزيد من 40 سنة بتبنيه رموز الكتابة كوسيلة للتعبير، فكانت له الريادة في المجال، إنه الفنان المبدع المجدد عبد الله الحريري، الذي لم يثنه مقامه بالدارالبيضاء عن عشق مدينة فاس وتعلقه بها، فأبت إلا أن تبادله الحب والشعور نفسه، لتحتضن فنانا وفنا ومسارا يفيض بالمعاني الروحية ويشكل عالما من الخطوط والألوان والرموز،هي ثمرة منهجية عمله التي أسسها على الحركة وبعدها التعبيري، وأثث فضاءات اللوحة باحتفالية باذخة الألوان والأشكال المختلفة المتدفقة. إن الاحتفاء بالفنان عبد الله الحريري، بفاس، اعتراف صريح بعطاءاته في مجال الفنون التشكيلية على امتداد الساحة الوطنية والدولية، وتقدير كامل لخبراته وطاقاته الإبداعية، باعتباره عضوا مؤسسا لعدة جمعيات وفاعلا نشيطا في دعم الأندية التشكيلية بالجامعات والكليات". وفي هذا السياق، قال رئيس المهرجان، الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، إننا "نحتفي في هذه الدورة التاسعة، التي يشارك فيها أزيد من 56 فنانا أتوا من مختلف بقاع العالم، بقطب الحرف وكاشف سر اللون الشفيف، الفنان التشكيلي عبد الله الحريري، لنعطي لوجودنا التشكيلي، وجودية تنبش في التأويل والتلقي، وتنحت في السند قوة البحث عن مكامن الجمال، بوعي محسوب، وظن منسوب، لكي نساهم في استجلاء مسار اللوحة، والكشف عن الحقائق المرجوة، وبسط فعل التلقي، لإشراك المتباعد، في فك طلسم الفهم الذي يسكن اللوحات المستفسرة عن كنهها، والمستفزة بأسرارها، لتحرير السمت نحو تشكيل التجليات". من جهة أخرى، قال الفنان التشكيلي محمد بنكيران مدير المهرجان، إن المهرجان يهدف إلى إدماج الفن التشكيلي ضمن المنتوج المحلي لإبراز كفاءات الفنان المغربي وتيسير سبل الاتصال به من خلال مشاركة نخبة من الفنانين العالمين المرموقين، مؤكدا انفتاح الدورة التاسعة على تجارب وتقنيات وأساليب مغربية وغربية وأوروبية وعربية تنحت في الفكر التشكيلي وتبحث في المسار، الذي يقود نحو تميز هذا الفن. وأشار بنكيران إلى أن الدورة التاسعة تستحضر كل ما يتعلق بالفنون التشكيلية من (تصوير، ورسم، وصباغة، ونحت...) لتفعيل الحوار البصري بين فاس والمدن والدول المشاركة من تحقيق الأهداف الإنسانية التي تجنح إلى تعاون بناء وحقيقي بين الحضارات والثقافات، التي تشكل وتتفاعل مع الإنسان، مؤكدا أن التفكير في نحت شعار المهرجان جاء للبحث في مضامين الفن التشكيلي ورسائله التي تعتمد على العين الفكر، كدليل على التربية على قيم المواطنة والجمال، وتنمية المدارك الفكرية واحترام الحوار المتبادل بين الثقافات والتعايش الفني بين مختلف مكونات المجتمع، وتأسيس مستقبل مشترك أكثر طمأنينة وتضامنا، من خلال التمسك بذاتيتنا المعرفية والثقافية وهويتنا الحضارية، بهدف النهوض بالثقافة البصرية وإشراك المتلقي في العميلة الإبداعية وترسيخ التعاون والتكافل، وتعزيز سبل التواصل وفتح مسالك النقاش المختلف والبحث عن الصيغ الممكن للحق في الاختلاف والحجاج. ويتضمن برنامج المهرجان تنظيم معارض فنية وورشات تشكيلية لفائدة الأطفال، ولقاءات مفتوحة مع الفنانين، وحلقات فنية وندوات فكرية، وينفتح المهرجان هذه السنة على نزلاء مراكز النور بعين قادوس وحماية الطفولة بالبطحاء وعبد العزيز بن إدريس، وتلاميذ إعداديات وثانويات المدينة، من خلال ورشات للرسم والتشكيل يؤطرها ثلة من الفنانين المشاركين، على أن ترسم جداريات حول موضوع "تجليات الوطن في قلوبنا" بالإضافة إلى تقديم ندوة فكرية حول موضوع "تجليات الفنون التشكيلية في خدمة قضايا الوطن" يشارك فيها كل من الفنانين والنقاد نوح فكيروش، وبنيونس عميروش، ومحمد بنكيران، وغازي انعيم، وابراهيم الباوردي، مع انعقاد جلسات فكرية وتواصلية مع طلبة كليتي الأداب ظهر المهراز وسايس بفاس، وقراءات شعرية يساهم فيها كل من الشعراء إبراهيم الجريفاني من السعودية، وجولييت انطونيوس من لبنان، وأنس أمين، ومحمد تويمي بنجلون من المغرب وأشغال الدورة التكوينية الرابعة لفنون الطباعة اليدوية لفائدة مستفيدين من جهة فاس بولمان.