تازا سيتي - عزيز باكوش: عرض الفنان التشكيلي المغربي عبد المالك العلوي" عصامي" مواليد 1941 بفاس أعماله الفنية منذ سنة 1968 داخل وخارج الوطن ، وامتدت تجربته المتعددة المواهب لتحضن الكثير من المؤلفات والكتب سواء بتصميمه لها أو ازديان أغلفتها . تجربته التشكيلية التجريدية العميقة رشفت من الذاكر ة المسبوقة بحضارات قديمة ومستديمة تؤرخ للمعنى وتخص العلامة في أبعد تجلياتها" ، وحسنا فعل المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل بتكريمه في إطار المهرجان الدولي الثامن للفنون التشكيلية بفاس تنوع التجارب واختلاف التقنيات بحثا عن سبل التشكيل . فتحت شعار" سبل التشكيل " ستشهد مدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 09 إلى 30 أبريل مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية، في دورته الثامنة " دورة التشكيلي عبد المالك العلوي" الذي ينظمه المرصد ، بدعم من وزارة الثقافة و بشراكة مع الجماعة الحضرية لفاس، ومقاطعتي فاسالمدينة وأكدال. ويتوقع أن يشارك في هذه الدورة فنانون ينتمون إلى: المغرب وفلسطين وسوريا وتونس والجزائر ومصر والبحرين والسعودية واسبانيا وبلغاريا وكندا وسويسرا وايطاليا وبريطانيا وأمريكا واليمن وفرنسا والكويت والعراق وليبيا والسويد والنرويج . بمشاركة ثلاث لوحات لكل فنان. في لوحات الفنان عبد المالك العلوي الابتعاد عن التقليد لأته يريد أن يرى كل شيء في أعماله دفعة واحدة، بل يؤمن بأن النظر يرى ولا يرى، النظر ترجمة ترهف الانتباه لحركة الخط والشكل واللون في اتجاه سبل التشكيل ، فاللوحة عنده إعادة تشكيل العلامة والتاريخ لها، وتحويلها ما هو متخيل ولا مرئي إلى ما هو مرئي وقابل للقراءات التي تمتد إلى ما لانهاية، ويؤكد الفيلسوف الباحث إدريس كثير أن عبد المالك العلوي يشعر انه ينتمي على تيار فني يجسده إدوارد مونش وجورج براك، مع معرفة دقيقة بتطور الصورة لدى الغرب،"موكدليان، دالي وبيكاسو..." وجاء في ورقة تقنية عممها المرصد "الفنان عبد المالك العلوي يوجد في مفترق الطرق،ويفاوض بفنه قوة الاندهاش ويرسم بنظره توازن اللوحة وانسجامها، في فنه تثنية للذاكرة، تمتد عميقا في تاريخ الفن العربي وتمتح طليقا من تراث الفن الغربي..." لقد امتدت تجربة الفنان التشكيلي المحتفى به على مدى أكثر من 40 سنة لتكون حاضر في مختلف المحافل الوطنية والمحلية، وتساهم في تعبيد طرق التشكيل، وهي اليوم تستحق هذه الوقفة التكريمية لربط جيل الأمس بجيل اليوم". في ذات السياق أكد الفنان التشكيلي سعيد العفاسي مدير المهرجان : المهرجان يعد انفتاحا على العالم الخارجي حيث تنوع المشاركات واختلاف التجارب لإغناء الميدان الثقافي الوطني وخلق نقطا للتلاقي والتبادل ومقارنة التطور الفني المحلي بنظيره في الثقافات الأخرى، وكذا تحسيس السلطات المحلية والمنتخبة والهيآت الحكومية وغير الحكومية بضرورة إعطاء الأولوية للتعبير عن الطاقات الثقافية والمحلية والجهوية، لتوسيع دائرة النقاش حول سبل ومناهج التشكيل التي تهدف على التربية على قيم المواطنة المبدعة وتعزيز التنوع الثقافي لدى الفرد، إن النجاح التنظيمي والإعلامي للدورة الدولية السابعة هي التي جعلتنا نفكر في الرقي بهذا الفعل التشكيلي وتوسيع المشاركات فيه وإغنائه بما يعطي لفاس وللمدعمين والشركاء والمتعاونين والفنانين رؤية واضحة نحو المزيد من الاستمرارية الجادة والفاعلة، نحو ترسيخ الفن ضرورة وليس تكميليا، لأن إستراتيجية المهرجان تهدف إلى الرفع من عدد المهتمين بالفن التشكيلي تذوقا وحضورا ومشاركة، لتأسيس ميثاق مشترك بين الفنان والمتلقي يعتمد على الجماليات والبعد التربوي للرقي بالثقافة البصرية،وتأهيل مبادرات الشباب المبدع نحو التألق والنجاح، ولقد حرصنا على اختيار نخبة من الفنانين التشكيلين الذين أثثوا معنا فضاءات المهرجان بالتنوع التقني والفكري . تبقى الإشارة أن إدارة المهرجان أعدت برنامجا حافلا ومتنوعا يتراوح بين إقامة ثلاث معارض بأروقة والمركب الثقافي البلدي الحرية والبنك الشعبي فاس و l'etend'art، بمشاركة نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب، المتمرسين في الرسم أو التشكيل أو التصوير أو الإنشاءات أو النحت.."، بالإضافة إلى فتح ورشة تكوينية في مجال تقنيات الطباعة اليدوية لفائدة 60 متدربا ومتدربة من جهة فاس بولمان، وندوة فكرية تجمع بين الفنانين المشاركين والفعاليات الثقافية والفنية والصحفيين لمناقشة موضوع الدورة " سبل التشكيل"، وإقامة ورشات فنية لفائدة تلاميذ وتلميذات المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية في ساحة فلورانس ومقر المرصد، وتنظيم 12 حلقة تشكيلية بساحة أبي الجنود، كل حلقة ستؤطر من طرف فنان مشارك بمحاور وتقنيات ومناهج مختلفة. مع فتح نقاش موضوعاتي مع الفنانين والمتلقي حول سبل تطوير الفن التشكيلي لخدمة الثقافة البصرية. كما ستنظم جولات سياحية بالمدينة العتيقة فاس ، ورحلة إلى حامات مولاي يعقوب وعين الله وسيدي حرازم.