حل شهر شتنبر/ سبتمبر الجاري على مدينة فاس حاملا معه مولود جديد يحمل اسم: شركة سيتي باص للنقل العمومي لتحل محل الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس في إطار عقدة التدبير المفوض. وقد استبشرت ساكنة مدينة فاس خيرا بهذا المولود الجديد الذي حمل معه مؤشرات إيجابية جد مهمة على مستوى تسعيرة التذاكر التي نزلت في بعض الخطوط إلى درهمين فقط. والجدير بالذكر أن قطاع النقل الحضري بفاس يشكل الرئة الأساسية للحركة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدينة والتجمعات السكانية المحيطة بها، إذ أنه يؤمن النقل للطلبة والتلاميذ من مقر سكناهم إلى مؤسساتهم التعليمية والجامعية والعكس صحيح، فضلا على تأمين النقل لعموم فئات العمال والموظفين والتجار في التنقل لمقرات عملهم وإداراتهم ومحلاتهم التجارية، من دون إغفال أن النقل الحضري يلعب دورا مهما في تنقل المواطنين لقضاء أغراضهم وإحياء صلة الرحم بذويهم. والأهم من ذلك أنه يساهم في ضبط الاستقرار والأمن. يشار أن وكالة النقل الحضري بفاس عرفت تراجعا كبيرا على مستوى خدماتها في السنين الأخيرة نتيجة عدة عوامل أهمها سوء التدبير المتراكم لسنوات طوال في عهد المكتب النقابي السابق لشغيلة النقل الحضري، واستفحال ظاهرة النقل السري بشكل مرعب على مستوى الخطوط المدرة، وانتشار ظاهرة التملص من أداء واجب التذاكر، إضافة إلى افتقار المدراء السابقين من سلطات حقيقية تمكنهم من اتخاذ القرارات المناسبة، إذ أن دورهم كان يقتصر على تنفيذ ما يقرره المجلس الإداري الذي غالبا ما تكون مساطره معقدة نتيجة تشكيله من عدة أطراف من جهة والتجاذبات التي قد تحدث بين ذات الأطراف من جهة أخرى. وأفادت مصادر مطلعة أن المدير الجديد لشركة سيتي باص، عازم ومصمم على إعادة هيكلة إدارة مؤسسته بالشكل الذي يستجيب لمتطلبات الخدمات المنشودة من قبل الساكنة خاصة وأن الموسم الدراسي الجديد على الأبواب، وأضافت ذات المصادر أن عملية تطوير خدمات النقل بمواصفات جد متطورة وبجودة عالية ستتم بشكل تدريجي لكون أن هذه المهمة تتطلب تشخيص مكامن الخلل وتوفير المعطيات اللازمة التي على أساسها سيتم اتخاذ قرارات تكون نتائجها فعالة وهادفة وتصب في اتجاه خدمة الأهداف المنشودة. مستخدمو النقل الحضري بفاس بدورهم عبروا عن ارتياحهم للمؤشرات الإيجابية التي لمسوها على مستوى التغيير الذي بدأ يقع بشكل فعلي وعملي على أرض الواقع، ونتيجة التطمينات التي لاقوها من إدارة الشركة الجديدة. وفي سياق ذي صلة، قال نشطاء جمعويون لفاس بريس بأنهم يرحبون بالشركة الجديدة التي أنيطت لها عملية تدبير النقل الحضري بمدينة فاس، داعين في الوقت ذاته هذه الإدارة الجديدة إلى ضرورة أخذها بعين الاعتبار وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة وإيجاد مخرجا لهم لأجل تسهيل عملية تنقلهم.