من منا ليس له علم بالحرب الخفية التي حاول رئيس المجلس البلدي لتازة والمستشار البرلماني، حميد كوسكوس زرعها منذ أن وطأة قدما العامل محمد فتال القادم من إقليم تاونات ليعوض العامل السابق عبد الغني الصبار. ومن منا لم يتابع مقاطعة حميد كوسكوس لجميع اللقاءات التواصلية التي دعا إليها العامل فتال، سواء بصفته منسقا جهويا لحزب الحركة الشعبية أو بصفته رئيسا للمجلس الجماعي لتازة أو حتى كمستشار برلماني عن دائرة تازة. ومن منا لا يعرف سبب هذا الهجران المؤسساتي، والذي لا يعدوا كونه رفض العامل الجديد تلبية دعوة عشاء نظمت ببيت النائب البرلماني عن الحركة الشعبية والخليفة الأول للمجلس البلدي، خليل الصديقي.. المتتبعون لخبايا شد الحبل بين مؤسسة العامل ومؤسسة رئيس المجلس البلدي لتازة، يؤكدون على أنها تعود إلى تطبيق عامل الاقليم محمد فتال حين كان على رأس عمالة إقليم تاونات لقرار إقالة كوسكوس الأب من الغرفة الفلاحية، وهو ما لم يستصغه كوسكوس الإبن والذي يؤكد بحسب ما يصرح به يوميا مقربون منه أنه لن يترك مجالا لتحرك عامل الإقليمبتازةالمدينة قبل اللجوء إليه صراحة والرضوخ لأسلوبه في التسيير.. بوادر هذا الأسلوب الرامي إلى تضييق الخناق على مؤسسة العامل إلى حين رضوخه للأسلوب الكوسكوسي في التسيير كما رضخ من سبقه، لم تتأخر كثيرا حتى ظهرت على السطح أعراضه، إذ أن عددا من المرافق العمومية والتي تعتبر حيوية بامتياز تعرف عرقلة متعمدة من طرف رئيس المجلس البلدي وفريق عمله حتى تعيش المدينة في حالة فوضى وتيهان يصعب معها التفكير وبشكل عملي في المشاريع الكبرى التي لم ترى النور بعد وخصوصا برنامج التأهيل الحضري لمدينة والذي سبق للمجلس البلدي أن أعلن عنه في وقت سابق.. من تمظهرات الاختناق الذي تعيشه المرافق الحيوية بالمدينة بفعل فاعل من طرف المجلس البلدي لتازة، بلوغ المطرح العمومي للنفايات إلى حالة كارثية بسبب الغياب المتعمد لتنقية مداخله بشكل مستمر وهو ما يهدد المدينة بأزمة بيبئية حقيقية شبيهة بتلك التي عاشتها المدينة سابقا، وهو ما دفع عامل الإقليم إلى التدخل لإنقاذ الموقف، فطلب من مسؤولي إقليم تاونات آلة (D8) لإعادة تنقية مداخل المطرح العمومي للنفايات وفسح المجال لإفراغ كميات جديدة من النفايات المنزلية.. على مستوى آخر، تعرف المدينة تراجعا على مستوى التشوير الطرقي، صباغة ممرات الراجلين – الطوار – الأماكن المخصصة وحتى الممنوعة لركن السيارات، إضافة إلى انتشار كميات كبيرة من الأزبال بعدد من الأحياء، وهو ما دفع عامل الاقليم للتدخل مرة أخرى وطلب الدعم من طرف عدد من رؤساء الجماعات القروية التابعة للإقليم ومن تم التأسيس للسلوك التضامني المعروف “بالتويزة”، وعليه من المنتظر أن تساهم كل جماعة بإحدى الآلات أو الشاحنات للقيام بأشغال النظافة والصباغة والتزيين للواجهات العامة، وهي أمور تعود بالأساس إلى اختصاص المجلس البلدي، لكن تقاعسه دفع عمالة الاقليم إلى التدخل على الخط.. إقليم تاونات يعتبر الطابور الخامس لعامل الاقليم والذي يرجع إليه كثيرا في معركته ضد الفساد، حيث أن هذا الاقليم الفتي قدم لمدينة تازة فريقين من التقنيين والمتخصصين، الأول متخصص في محاربة الباعوض والذي تعود مسؤولية محاربته للمجلس البلدي، والثاني فريق متخصص في تزيين الاشجار والنباتات وتقليمها، وبالتالي تعويض قسم المساحات الخضراء التابع لبلدية تازة.. هو غيض من فيض حرب سياسية تخوضها بلدية تازة بالنيابة عن رئيسها، يكون المواطن هو الضحية الأولى فيها، وعلى عمالة الاقليم أن تتدخل في كل مرة لفك إشكاليات هي في الأصل رسائل مشفرة مفادها: أن مفاتيح وزارة الداخلية توجد بيم الأمين العام للحركة الشعبية. . . والذي لا توجد مفاتيحه إلا بمكتب رئيس بلدية تازة يحركها كيف يشاء . . . وبالتالي لا سلطة تعلو فوق سلطة الحركة الشعبية.. فهل ستستمر ممانعة عامل الإقليم لكل هذه الضغوطات وبالتالي خلقه للاستثناء الذي كثيرا من انتظره المواطن التازي؟ أم أن قوة وتأثير الحركة الشعبية وعرابها حميد كوسكوس ستكون هي العليا ؟ الكاتب : هشام الطرشي التاريخ : 2012/07/19 – 02:06