” هسبريس ” ، ” هبة بريس ” ، ” كود” ، ” لكم ” ، ” فبراير كوم ” و غيرها من المواقع بشقيها العربي و الفرنسي ، التي عززت المشهد الإعلامي الإلكتروني في المغرب ، ما كان لها أن تحظى ، بهذه المتابعة المكثفة ، من المبحرين المغاربة ، لولا هامش الحرية التي يتمتع بها ، الطاقم التحريري ، لتلك المواقع التي سحبت البساط عن الصحافة التقليدية ، فالسبق و الآنية و التفاعلية ، التي تمتاز بها المواقع الالكترونية في نقل الأخبار ، جعلت منها البوابة التي يطل من خلالها ، المبحر المغربي ، على آخر الأخبار المحلية و الوطنية ، والتي لا تعرف طريقها للنشر ، بسبب المقص أو الخط التحريري للجريدة أو غيرها من الأسباب الظاهرة منها و الخفية . الخطوط الحمراء التي لا تعترف بها ، المواقع الإلكترونية ، إن صوتا أو صورة ، فتلقى الانتشار الواسع ، على المواقع الاجتماعية الأكثر شهرة ، ك” الفايس بوك ” و لعل أشهرها الأستاذ الذي يمارس العادة السرية في القسم و غيرها من الملفات الساخنة ، هذا على الرغم من أن المواقع الإلكترونية ، مازالت تفتقر إلى الاعتراف القانوني و الإشهار و الدعم و إلى طاقم صحفي متفرغ و إلى التقنين ،لأن أغلب المشتغلين فيها ، لا يتقاضون أجرا قارا أو تعويضا عن كتاباتهم ، فأغلب إن لم نقل معظم كتاب المواقع ، يكتبون بالمجان و ليست لهم بطاقة الصحافة ، و ينقصهم التكوين الصحفي ، من هنا تأتي أهمية الخطوة ، التي أقدم عليها وزير الاتصال الحالي مصطفى الخلفي ، للنهوض بالقطاع و الاعتراف به قانونيا و تقنين المهنة ، حتى لا تتكرر إختلالات الصحف الورقية ، التي أصبحت تعاني من وجود “الأشباح ” أو بالتعبير الأكثر رواجا لدى المهنيين ” النجارة ” ، الفئة التي خصصت لها يومية ” المساء ” صفحة خاصة عن من هم و كيف يمكن التعرف عليهم لأول وهلة و عن أسباب تواجدهم في ندوة دون أخرى و عن أسباب كثرتهم في المهرجانات خاصة ، دون أن يملكوا القدرة على كتابة سطر واحد ، هذا إن كانوا محظوظين و حاربوا الأمية الأبجدية . ولعل اللقاء المزمع ، عقده في الشهر المقبل ، بمقر الوزارة ، كفيل بتناول كل النقاط التي تهم القطاع ، من ضرورة وجود قانون نشر جديد ، يتماشى و التحولات التي يعرفها العالم على مستوى الثورة التقنية و التطور التكنولوجي ، خاصة وأننا أصبحنا نعيش زمن الإدارة الإلكترونية و بامتياز . و لعل بمثل هذه اللقاءات المهنية ، التي يحضرها الفاعلون في القطاع ، يمكن الوقوف على أماكن الخلل و القوة و من الأخطاء المهنية التي ارتكبها الرواد، للدفع بالتجارب الحالية أو التي سوف ترى النور، في مستقبل الأيام ، إلى التطور في زمن ” الأيفون ” ّ. خاصة و أن العديد من الجرائد الورقية ، أصبحت لا تخجل من أن اعتماد المواقع ، كمصادر لأخبارها و تحقيقاتها ، ولعل المتصفح لليوميات منها والأسبوعية ، سيقف عند هذه الحقيقة ، حقيقية أن الإعلام الإلكتروني أصبح مكملا للصحافة الورقية التقليدية و ليس بديلا لها ، على الإطلاق . إن مستقبل الصحافة الإلكترونية ، في ظل هذا الوضع و قلة الإمكانيات المادية ، رهين بالمصداقية و الاستقلالية ، حتى يمكنها أن تحافظ على مكانتها في المشهد الإعلامي ، و إلا سيكون مصيرها ” سلة المهملات ” ، لأن خدمة الأجندات السياسية أو الدفاع عن طرف دون آخر ، سيعجل بموتها إن عاجلا أم آجلا . الحل هو مواقع لها مصداقية و استقلالية .