المؤتمر الوطني 35 لجمعية الأوراش المغربية للشباب احتضن مركز التكوينات والملتقيات الوطنية بمدينة الرباط يوم 3 شباط/فبراير 2012 المؤتمر الوطني 35 لجمعية الأوراش المغربة للشباب وهو مؤتمر امتد على ثلاثة أيام تحت شعار ” النهوض بالعمل التطوعي رهين بسياسة شبابية مندمجة “. انطلقت أشغال المؤتمر بعرض التقريرين الأدبي والمالي للجمعية وطنيا لمدة ثلاثة سنوات الماضية وهي المدة التي فصلت بين المؤتمر الوطني الحالي والمؤتمر الوطني 34 تحت شعار ” عمل جمعوي ملتزم دعامة أساسية لكل سياسة اجتماعية هادفة “، وفي كلمة لرئيس الجمعية السيد ‘عز الوطن اكديرة' قال : أولى الأوراش التي نظمتها الجمعية كانت سنة 1963 والجمعية كانت تنظم أوراش كثيرة وفي البداية دخلت الجمعية في مشاريع كثيرة مثل مشروع “الديرو”/تنمية أقاليم الريف سنة 1968 و مشروع المطاعم المدرسية ...وعموما هناك تطور وتراجع ومحطة المؤتمر هذه تجسد عمل الجمعية لفترة 50 سنة من العمل التطوعي وهي محطة للوقوف عل نقط الضعف التي يمكن أن تحسن وتقديم اقتراحات لتقييم الذات ورصد المستقبل. ومن أهم ما جاء في التقرير الأدبي للجمعية حيث أنها دائمة التأكيد والإلحاح على أن العمل الجمعوي عامة وسياسة الدولة الموجهة للشاب على وجه الخصوص لا بد وأن تكون محط توافق ما بين كل المتدخلين من قطاعات حكومية والجمعيات والمنظمات من خلال استراتيجية مندمجة تحدد مجالات تدخل كل طرف على حدة وتيسر للفاعلين السبل والوسائل الكفيلة بخلق الإقلاع المنشود في مجال الشباب. ومؤتمر الجمعية هذا يوازيه احتفال الجمعية على الصعيد الوطن بالذكرى الذهبية لتأسيسها وهي ذكرى 50 سنة من العمل التطوعي ،والتقرير الأدبي كان مناسبة سانحة لسرد مجموعة من الأنشطة والشراكات الموقعة على الصعيدين الوطني والدولي ،وهذه الشراكات مكنت الجمعية من الوفاء بإلتزاماتها عبر تنظيم مجموعة من الأوراش الصيفية،كما عملت الجمعية على تقوية تدخلها جهويا عبر مجموعة من الأنشطة قامت بها فروع الجمعية وكذلك الأمر على المستوى الوطني وحسب التقرير الأدبي يتضح من حصيلة الدورات التكوينية الجهوية والوطنية أن الجمعية استطاعت أن تجند الخلف للإضطلاع بمهام تسيير الأوراش الدولية الصيفية، كما قدمت حصيلة التبادل الدولي للمتطوعين ...أما المرحلة الثانية عرض فيها التقرير المالي للجمعية ،ورغم أن الجمعية حاليا توصلت بمجموعة من الإمدادات المالية نتيجة لتعاقدات سابقة إلا أن هناك شد وأخذ مع بعض الشركاء بخصوص بعض الإمدادات المتبقية . وشهدت أمسية المؤتمر احتفالية خاصة بذكرى 50 سنة لتأسيس الجمعية حضرها مجموعة من الفاعلين ،وفي كلمة للسيد ‘عبد الرزاق الحنوشي' وهو من قدماء الجمعية والذي ذكر في كلمته ثلاثة خصائص تميز العمل التطوعي في الأوراش فالعمل في هذا المجال يعلم أي شخص مبتدأ أشياء لم يكن أن تتاح له في أي مجال آخر وهو مجال يوسم بعلاقات إنسانية قوية تنسج فيه وهو يمنحك تلك المراجعة للأحكام المسبقة عن الآخر ... وفي كلمة للسيد ‘عبد الرحيم المادوشي' عن اتحاد المغربي لجمعيات الأوراش،والذي تساءل عن الإمكانية التي يمكن بها تطوير العمل التطوع من خلال جمعيات الأوراش وأضاف بأنه لا تغيير بدون شباب ولا شباب بدون تأطير الحركة التطوعية وحسب كلمته فالعمل التطوعي رأسماله الحقيقي هو العنصر البشري. أما كلمة الجمعية والتي تلاها السيد ‘بوشعيب مكسي' وهو كاتب الجمعية على الصعيد الوطني ،فتزامن هذا المؤتمر مع احتفالية الجمعية بذكراها الخمسون لتأسيسها حيث اجتمع زمرة من الشباب على تأسيس هذا الإطار الجمعوي خلال شهر نونبر سنة 1961 وكان المغاربة حينها يستلهمون من تجربة طريق الوحدة الزاد والمعين من أجل تأطير الشباب، وجيل التأسيس تشكل من بعض ممن شاركوا في تجربة طريق الوحدة سنة 1957 وكذا من الشباب المتطوع الذي خاض تجارب سابقة في العمل التطوعي في الأوراش عبر العالم ، وحسب كلمة كاتب الجمعية والتي تفاعلت مع المتغرات السوسيوثقافية والسياسية التي شهدها المغرب خصوصا والعالم على وجه الخصوص وعلى هذا الأساس نظمت الجمعية العديد من أوراش الشباب المتطوع ،والشباب المتطوع بالجمعية يلعب دور متميز في الدبلوماسية الموازية ذلك أن الجمعية كمنظمة للعمل التطوعي تستقبل بأوراشها الدولية متطوعين ومتطوعات من مختلف بقاع العالم من ثقافات وأديان مختلفة ومتباينة وهي ترسل متطوعين ومتطوعات مغاربة للمشاركة في أوراش وملتقيات دولية بالخارج وعلى المستوى الإقليمي الجمعية عضو مؤسس للإتحاد المغاربي لجمعيات الأوراش ،ويظل شعار الجمعية التاريخي “إلتزام واع من أجل تطوع هادف”. وعموما تميزت أعمال المؤتمر بثلاثة أشغال لجن وهي لجنة الأوراش الدولية ولجنة استراتيجية الجمعية ولجنة تكييف القانون الأساسي للجمعية وفي ختام اليوم الثاني من المؤتمر انتخب المجلس الوطني للجمعية والذي انبثق عنه المكتب المركزي ، كما تمت تلاوة البيان الختامي للجمعية ومن أبز ما جاء فيه التأكيد على أهمية توفير الوسائل المادية والمعنوية لترسيخ الفعل التطوعي المسؤول ويسجل المؤتمر بارتياح إقرار الدستور الجديد لمجلس الشباب والعمل الجمعوي ويطالب بإقرار مبدأ الديمقراطية في اختيار أعضائه ثم لا سياسة ناجحة بدون إشراك وتدبير الشباب فيها وأعلن المؤتمر عن مساندته التامة والدائمة للشعب الفلسطيني .