عقدت جمعية الاوراش المغربية للشباب مؤتمرها الوطني الرابع والثلاثين تحت شعار " عمل جمعوي ملتزم دعامة أساسية لكل سياسة اجتماعية هادفة " أيام 27 28 و29 مارس 2009 بالمعهد الوطني للشباب مولاي رشيد بمدينة بوزنيقة بمشاركة مائة وثلاثين مؤتمرا ومؤتمرة يمثلون فروع الجمعية عبر التراب الوطني. و يأتي هذا المؤتمر والجمعية على أبواب الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها، و في ظروف ميزتها الأساسية الحركية الكبيرة التي يعرفها المجتمع المدني المغربي على ضوء التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع ككل على الصعيد الاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي والسياسي. هذه التحولات التي أصبحت تفرض على مكونات المشهد الجمعوي العمل بشكل منسق لاستيعابها قصد كسب رهان التنمية الشاملة دون الإخلال بالأدوار الحقيقية لكل من الدولة والحركة الجمعوية التي يجب أن تحافظ على دورها كوسيط ومصاحب للمجتمع . كما يأتي هذا المؤتمر قبل أيام قليلة من حدث سياسي سيشهده المغرب، ألا وهو حدث الاستحقاقات الانتخابية المحلية والتي تعتبر محطة أخرى لبلادنا من أجل تكريس مسلسل الديمقراطية والحداثة. وفي هذا الإطار نسجل بارتياح أن التعديلات الأخيرة على بنود الميثاق الجماعي تعد خطوة إيجابية لترسيخ الديمقراطية المحلية، كما نثمن إدماج مقاربة النوع الاجتماعي، والإعلان عن خلق اللجنة المكلفة بالتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمنهجية تشاركية، إلا أننا نسجل بالمقابل غياب الآليات الإجرائية والعملية لإرساء قواعد الحكامة المحلية الجيدة. وينعقد مؤتمرنا الوطني 34 في ظرفية دقيقة تخص علاقة جمعيات الحقل المدني التطوعي- الذي لعب أدوارا تاريخية في بناء صرح المغرب الجديد - مع الوزارة الوصية على القطاع حيث إن نوعا من التضييق بدأ يطال هذه التنظيمات بغية تبخيس و تقزيم أدوارها من خلال تقليص حجم الدعم العمومي لها وحرمانها من استغلال المرافق العمومية المخصصة للطفولة والشباب قصد احتضان أنشطتها. هذا وقد ناقش المؤتمرات والمؤتمرون عددا من القضايا الجوهرية التي تخص سير الجمعية ليخلص المؤتمر في الأخير إلى إصدار مجموعة من التوصيات والمقترحات تهم مجالات اشتغال الجمعية وعلاقاتها مع باقي الشركاء المحليين، الوطنيين والدوليين، حيث تم التأكيد على مايلي : على المستوى الوطني: التنبيه إلى التراجع الذي أصبح يعرفه قطاع الطفولة والشباب من خلال اعتباره قطاعا ثانويا، ويتجلى ذلك في تقليص المنح والمساعدات المادية التي تقدمها الدولة للجمعيات العاملة في الحقل التطوعي. تثمين الحضور القوي والفاعل للجمعية ضمن مجموعة من الشبكات الجمعوية الوطنية والتي تعمل في مجالات موضوعاتية مختلفة . دعوة الجمعيات الوطنية التطوعية إلى توحيد الجهود من أجل الوقوف في وجه كل المحاولات التي تهدف إلى تبخيس أدوارها الرائدة خدمة للناشئة و في إطار من التربية على المواطنة . يزكي المؤتمر المجهود الذي تقوم به الجمعية من أجل الرفع من المستوى التاطيري لمكوناتها البشرية، كما يدعو إلى الانفتاح على باقي الإطارات المختصة من المجتمع المدني يسجل المؤتمر بإيجابية إرادة الدولة في تأهيل الحقل الجمعوي كما يدعو إلى توحيد الجهود بين جميع القطاعات، حتى لا تتعدد الخطط والاستراتيجيات ويضيع الهدف من العملية برمتها، مع الدعوة إلى إشراك جميع الإطارات الجمعوية في العملية . يؤكد المؤتمر على إيجابية النقاش المطروح على الحقل الجمعوي حاليا، والمرتبط بالمهنية والتطوعية، ويعتبر أن كلا النوعين من العمل المدني يشكل قيمة مضافة لحركية المجتمع المغربي من أجل ترسيخ قيم المواطنة والمساهمة في التنمية المستدامة. إلا أنه لايجب تغليب طرف على آخر . على المستوى الدولي: يعلن المؤتمر عن موقف الجمعية الداعم والمساند للشعب الفلسطيني، ويجدد الدعوة إلى رفع الوصاية عن الأشقاء في العراق. يدعو المؤتمر المنتظم الدولي إلى التدخل من أجل إرجاع محتجزي مخيمات تندوف إلى وطنهم الأصلي، كما يعلن تشبثه بمغربية الصحراء، وكل الأراضي السليبة. يسجل المؤتمر بإيجابية الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجمعية من أجل تطوير علاقاتها مع شركاء دوليين في إطار مشاريع موضوعاتية. يلح المؤتمر على ضرورة إنصاف المتطوع باعتباره حامل رسالة السلم والتعايش بين مختلف الأعراق وذلك عبر ضمان حقه في التنقل، وفقا للأعراف والمواثيق الدولية.