عقد المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم(ف د ش) اجتماعا عاديا يوم الأحد 15 يناير 2012 بمقر الفيدرالية الديمقراطية للشغل بفاس 'استحضر فيه الوضعية النقابية والتعليمية بالجهة 'كما تدارس مجموعة من القضايا التي تستأثر باهتمام نساء ورجال التعليم بجميع فئاتها 'حيث وقف عند مجموعة من الإختلالات التي أصبحت هيكلية في القطاع وباتت تضرب في العمق المدرسة العمومية 'أبرزها : فشل المخطط الاستعجالي 'هذا المخطط الذي تعاملت منظمتنا مع مشاريعه بكثير من الإيجابية بالرغم من الموقف الغريب للوزارة الذي لم يشرك الفرقاء الاجتماعيين في بلورته. فبعد مرور ما يزيد عن ثلاث سنوات من هذه الانطلاقة دقت النقابة الوطنية للتعليم (فدش)ناقوس الخطر، ونبهت إلى بطء وتيرة أجرأة المخطط الاستعجالي وسوء تدبير الميزانية القياسية التي رصدت له. أما الآن فقد وقف الجميع على النتائج الكارثية لهذا المخطط الذي أبانت أجرأته عن سوء حكامة وتدبير غير معقلن للمال العام. ومن بين المشاريع التي استأثرت باهتمامات الشغيلة التعليمية، المشروع المتعلق باستكمال إرساء المقاربة بالكفايات التي أوصى بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وذلك باعتماد بيداغوجيا الإدماج كإطار منهجي لأجرأة نموذج التدريس بالكفايات، والمندرج في المشروع المسمى E1.P8 من البرنامج الاستعجالي. غير أنه، وبعد التكوينات التي استفاد منها المدرسون والمدرسات في سلكي الابتدائي والثانوي الإعدادي سواء في المراحل التجريبية أو مراحل التعميم، طفت كثير من التساؤلات على الساحة التعليمية واختلفت المواقف بين داع إلى المقاطعة ورابط نجاح بيداغوجيا الإدماج بضرورة توفير الشروط المادية والمعنوية لتنفيذ مقتضيات هذا النموذج التعليمي التعلمي. إن النقابة الوطنية للتعليم (فدش) ومن موقع المسؤولية، قد وضعت الأصابع على مكامن الخلل في بيداغوجيا الإدماج، وذلك بناء على النقاشات المعمقة التي أثارها المناضلون والمناضلات وعموم الشغيلة التعليمية. واستجابة لانشغالات الرأي العام بجهة فاس بولمان وتساؤلات الشغيلة التعليمية، وانطلاقا من محتوى بيان المجلس الوطني الأخير، فإن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش)، يسجل بقلق ما يلي: على المستوى التنظيمي: - تأخر التكوينات المنظمة لفائدة المدرسات والمدرسين بجهة فاس بولمان. - إجراء التكوينات في ظروف مادية غير مناسبة (مركز تكوين المعلمين الذي يعرف الجميع وضعيته المزرية نمودجا) . - كثرة المواد المقدمة في التكوين وعدم تناسبها مع المدة الزمنية المخصصة له. على المستوى البداغوجي: - انعدام الكتب المدرسية والمناهج الدراسية والمذكرات التربوية المنظمة لبيداغوجيا الإدماج وخاصة ما يتعلق منها بالتقويم التربوي في التعليم الثانوي الإعدادي. - اعتماد بيداغوجيا الإدماج على مجموعة من الشكليات المتمثلة في ملء عدد كبير من الوثائق وترسانة من الجداول، على حساب تنمية المهارات وترسيخ المعارف والقيم والمواقف. - اصطدام بيداغوجيا الإدماج مع وضع تعليمي مترد يطبعه الاكتظاظ وعدم استقرارالشغيلة ، سيما وأن هذا النموذج التعليمي يستمد وجوده من البيداغوجيا الفارقية التي تنهض على تفريد التعليم والتعلم مع عدد محدود من المتعلمين. بناء على ما سبق ومن موقع المسؤولية والأخلاق المهنية العالية، فإن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم يدعو الشغيلة التعليمية بالجهة إلى مقاطعة بيداغوجيا الإدماج ما لم يتم توفير الشروط المرتبطة بتنفيذها في أحسن الظروف وعلى رأسها: - إدراج بيداغوجيا الإدماج في إصلاح شامل للمنهاج تجنبا للارتجال والخلط بين المناهج. - توفير الكتب المدرسية المبنية على منهاج قائم على بيداغوجيا الإدماج باعتبارها إطارا منهجيا لتطبيق بيداغوجيا الكفايات. - وضع حد لظاهرة الاكتظاظ المدرسي بتوسيع البنيات واعتبار تحسين الحياة داخل أسوار المؤسسات التعليمية أولوية الأولويات. - الزيادة في الموارد البشرية من أجل توفير الدعم المؤسسي اللازم للمتعثرين من التلاميذ. - الاعتماد على الكفاءات الوطنية في بناء النماذج التعليمية بدل اللجوء إلى مكاتب الاستشارة الأجنبية المكلفة وغير العارفة بخصوصيات النظام التعليمي المغربي. - الإستجابة الفورية لكل المطالب المشروعة لكل الفئات التربوية والإدارية. وفي انتظار تحقق هذه الشروط، ندعو الشغيلة التعليمية إلى مقاطعة بيداغوجيا الإدماج، لا من أجل المقاطعة بل بسبب انعدام الظروف الأساسية لممارسة تعليمية سليمة في إطار هذا النموذج التربوي الجديد'والذي رصدت له أموال باهضة بدون نتائج 'كمايدعو المكتب الجهوي المعنيين لإجراء افتحاص مالي لجميع مشاريع المخطط الإستعجالي. وأخيرا نهبب بالشغيلة التعليمية المزيد من اليقظة والحذر والالتفاف حول إطارهم النقابي الجاد'النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) المكتب الجهوي