احتضنت القاعة الكبرى لنيابة التعليم مولاي يعقوب بعد زوال يوم الثلاثاء 13 يوليوز 2010 حفلا تربويا نظمته نيابة وزارة التربية الوطنية على إقليم مولاي يعقوب احتفاء بالمتميزين في الامتحانات الاشهادية وتقديرا لجهود التلاميذ والتلميذات المتفوقين بمختلف المسالك والشعب التعليمية وفق ما صرح به محمد مجعيط نائب الوزارة لجريدة الاتحاد الاشتراكي . حضور مكثف تقدمه عامل الإقليم ومدير الأكاديمية ونواب الوزارة والسلطات المدنية والعسكرية. وزاد إن الاحتفاء بمناسبة اختتام الموسم الدراسي لهذه السنة يصادف احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد كما يتماهى مع البرنامج الاستعجالي في دعامته الخاصة بحفز التمييز وتشجيع التفوق والمبادرة وتوسيع العرض التربوي بمختلف الأسلاك التعليمية وفي إطار الإستراتيجية التي تم اعتمادها، قال النائب إن المجهودات التي بذلت خلال هذا الموسم مكنت من تحقيق نتائج مشرفة، إن على المستوى الكمي أو على المستوى النوعي، ساهمت إلى حد كبير في تنمية وتطوير منظومة التربية والتكوين بالإقليم، بدءا بتوسيع العرض التربوي وتأهيل جزء هام من الفضاءات التعليمية، ثم تطوير خدمات الدعم الاجتماعي، وتحسين جودة الحياة المدرسية، وتعميم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وتأهيل الموارد البشرية.بعد ذلك تم استعراض أهم النتائج التي تم تحقيقها على مستوى مختلف الامتحانات الإشهادية برسم الموسم الدراسي الحالي وتوزيع الجوائز على المتميزين بحضور أولياء أمورهم وسط لوحات فنية رائقة . تبقى الإشارة الى إن نسبة النجاح مؤنثة . إذ احتل الإناث النسب الكبرى ضمن خريطة النجاح بالإقليم لهذه السنة . اغتنمنا فرصة... وحاورنا الأستاذ محمد مجعيط نائب الوزارة على إقليم مولاي يعقوب فكانت الورقة التالية : نيابة إقليم مولاي يعقوب تحديات كبيرة ورهانات أكبر،ماذا عن آلية التدبير والتسيير ؟ إرساء دينامية للتنافس من أجل تشجيع التميز في صفوف التلاميذ رهان وتحد ، لنقل أيضا أن حفل التميز الذي نقيمه اليوم تحت شعار: ”جميعا من أجل مدرسة النجاح”، والذي نتغيا من ورائه تحفيز وتشجيع المتميزين والمتفوقين من التلاميذ ودعم جهودهم في مجال التحصيل الدراسي على الإنجازات التي حققوها في مختلف الاستحقاقات التربوية التي اجتازوها، من بين الرهانات الأساسية التي نسعى تحقيقها وذلك انسجاما مع أهداف البرنامج الاستعجالي . ماالقيمة المضافة لحفل الاختتام هذه السنة ؟ نعم هي مناسبة سنوية للتنويه بالأطر التعليمية وهيئات التأطير والإدارة التربوية على المجهودات التي بذلوها للوصول إلى النتائج التي حققناها. هي التي أبدعت وهي الجديرة بالتكريم والاحتفاء . قيمتها المضافة في موننا نستغلها أيضا كي نستعرض فيها حصيلة عمل النيابة خلال سنة بمعية شركائها ومختلف الفاعلين والمهتمين بقضايا التربية والتكوين . لكن أهم ما ميز الموسم الدراسي الحالي ، كونه شكل أولى محطات التنزيل الفعلي لمشاريع البرنامج الاستعجالي 2009-2012، الرامية إلى تسريع وتيرة إصلاح منظومة التربية والتكوين . ولا يخفى عليكم أهمية المرحلة وما تحمله من انتظارات وتطلعات لدى الرأي العام عموما، وإيمانا بأن الارتقاء بأوضاع المؤسسة التربوية هو شأن الجميع، وبأن عملية أجرأة مضامين البرنامج الاستعجالي وضمان تحقيق الأهداف التي يتضمنها. كل هذه التحديات تمر حتما عبر انخراط مكونات المنظومة وتعبئة كل الفاعلين من مختلف مواقعهم،هل لمستم تجاوبا من قبل الشركاء؟ حرصت النيابة منذ انطلاق الموسم الدراسي على نهج مقاربة جديدة في التدبير والتسيير تماشيا مع خارطة طريق البرنامج الاستعجالي، تعتمد على مفهوم التخطيط على المدى المتوسط، وتغليب ثقافة المشروع والاحتكام إلى إلزامية النتائج، وإعمال آليات الحكامة الجيدة، وتبني نهج الإشراك وتحفيز دينامية التواصل والانفتاح، مقاربة تنطلق من التشخيص الدقيق للوضعية الراهنة واستكشاف نقط القوة التي يتعين تدعيمها وتثبيتها، ونقط الضعف التي تستدعي المعالجة والتقويم والتصويب. وفي إطار الاستراتيجية التي تم اعتمادها، مكنت المجهودات التي بذلت خلال هذا الموسم من تحقيق نتائج مشرفة، إن على المستوى الكمي أو على المستوى النوعي، والتي ساهمت إلى حد كبير في تنمية وتطوير منظومة التربية والتكوين بالإقليم، بدءا بتوسيع العرض التربوي وتأهيل جزء هام من الفضاءات التعليمية، ثم تطوير خدمات الدعم الاجتماعي، وتحسين جودة الحياة المدرسية، وتعميم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وتأهيل الموارد البشرية. لنتحدث عن مشاريع القرب وعن الانجازات وليس عن النوايا ؟ على صعيد الانجازات وتحديدا في مجال توسيع العرض التربوي وتأهيل وإصلاح البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، شهدت الخريطة التربوية بجميع الأسلاك التعليمية توسعا في عدد التلاميذ الذي أصبح يناهز 26000 أي بزيادة تقدر بحوالي 7 % عن الموسم الماضي، ويعزى هذا التطور في تقديرنا إلى تعزيز الطاقة الاستيعابية بالعديد من المؤسسات والوحدات المدرسية، حيث تم فتح 68 ورشا إن على مستوى توسيع البنيات المادية أو على مستوى إصلاح المتوفر منها، بما يمثل نسبة تدخل تجاوزت 37 % من مجموع الوحدات المدرسية، وقد شكلت نسبة الإصلاحات منها أكثر من 47 %. كما مكنت المجهودات التي بذلتها النيابة مع انطلاق الموسم الدراسي من أجل توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء بالفضاءات المدرسية، من ربط 118 وحدة مدرسية بشبكة الماء، وتزويد 27 وحدة أخرى بخزانات للماء، بنسبة تغطية تفوق 90 % بعد أن كانت لا تتجاوز هذه النسبة 31% في بداية الموسم الدراسي الحالي، وبنفس الوتيرة تم الحرص على تفويض اعتمادات ضمن ميزانية سنة 2010 للرفع من نسبة الربط بالشبكة الوطنية للكهرباء. المؤسسة نقطة ارتكاز أساسية مالصلاحيات التي أنيطت بهافي ظل التوجه الجديد ؟ نعتقد أنه سيكون لمشاريع القرب التي أوكل البرنامج الاستعجالي مهام إعدادها وتنفيذها للمؤسسات التعليمية ، وذلك في إطار التوجهات الوزارية الهادفة الى ترسيخ نهج اللامركزية واللاتمركز كخيار استراتيجي للرفع من وتيرة الإصلاح وبلوغ غاياته، من دون شك التأثير الميداني المباشر والإيجابي باعتبار المؤسسة نقطة ارتكاز أساسية في صيرورة الإصلاح من خلال الصلاحيات التي أنيطت ب” جمعية دعم مدرسة النجاح ” التي تم إحداثها خلال هذه السنة على مستوى جميع المؤسسات التعليمية. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى المساهمة الفاعلة في هذه المجهودات للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي شكلت دعامة مهمة لبرنامج عمل النيابة في هذا المجال، كما كانت لمساهمة كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة الأثر الإيجابي في تأهيل المؤسسات التعليمية إن إرساء مدرسة الألفية الثالثة، مدرسة النجاح ومدرسة المستقبل، رهين بوضع المتعلم في قلب المنظومة التربوية وفي صدارة انشغالاتها، وهو ما يجسده البرنامج الاستعجالي في سياق اهتمامه بهذا المكون الأساس داخلها. كيف تواجهون المعيقات السوسيو اقتصادية التي غالبا ما تحول دون تحقيق الأهداف والإصلاحات خاصة بالوسط القروي؟ اتخذت النيابة عدة إجراءات في هذا الباب ، في مجال الدعم الاجتماعي للتمدرس، باعتبار الفقر أحد أهم المعيقات السوسيو اقتصادية فعلناه بوصفه آلية مهمة في تحصين الحق في التعليم ومحاربة ظاهرتي الانقطاع والهدر في صفوف التلميذات والتلاميذ. بالإضافة إلى استفادة جميع تلاميذ التعليم الابتدائي وتلاميذ المستوى الأول من التعليم الإعدادي من حصة المبادرة الملكية ”مليون محفظة”، عرفت نسبة التلاميذ المستفيدين من خدمات الإطعام المدرسي والداخليات زيادة مهمة من خلال توفير 500 منحة إضافية خلال الموسم الدراسي الحالي. في هذا الصدد أيضا، واعتبارا للأولوية التي يحظى بها قطاع التربية والتكوين لدى السلطات المحلية برئاسة السيد العامل الذي لا يدخر جهدا في دعمه والارتقاء بأوضاعه، فقد تعززت الطاقة الاستيعابية للأقسام الداخلية بإحداث دور للطالبة في إطار المشاريع المفتوحة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ستفتح أبوابها في الموسم الدراسي القادم . كما شكل برنامج ” تيسير ” للتحويلات المالية المشروطة الذي استهدف هذا الموسم حوالي 74 % من تلاميذ التعليم الابتدائي، إحدى الدعامات التي عززت مجال الدعم الاجتماعي وساهمت بشكل كبير في تحسين مؤشرات التمدرس والتقليص من حدة ظاهرة الهدر المدرسي. واستهدفت عملية توزيع اللباس المدرسي الموحد أكثر من 25 % من تلاميذ التعليم الابتدائي بالإقليم، باعتبار دوره الإيجابي في تنمية الشعور بالانتماء للمؤسسة التعليمية لدى التلاميذ. وفي مجال تفعيل وتحسين جودة الحياة المدرسية، الذي شهد هذه السنة الانطلاقة الفعلية ل ”جيل مدرسة النجاح”، قامت النيابة بعدة أنشطة تربوية سواء على مستوى المؤسسات التعليمية أو على مستوى الأحواض المدرسية، ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة والتضامن والتسامح، كما حظي مجال البيئة بأهمية خاصة من لدن الفاعلين التربويين والمتعلمين الذين واكبوا جميع التظاهرات وأنجزوا دلائل بيئية محلية أغنت الرصيد الوثائقي للنيابة في هذا المجال، انسجاما مع توجهات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك . تأهيل الموارد البشرية وتقوية كفاياتها وقدراتها التأطيرية والتدبيرية؟ انصب الاهتمام بالأساس هذه السنة على تنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر التدريس بالتعليم الابتدائي في مجال بيداغوجيا الإدماج التي تعتبر إطارا منهجيا للمقاربة بالكفايات من جهة، وفي مجال ديداكتيك المواد بالنسبة لأطر التدريس بالتعليم الثانوي من جهة أخرى . وذلك بهدف تعزيز القدرات التدبيرية لمديري المؤسسات التعليمية، وانفتاحهم على تكنولوجيا الإعلام والاتصال، في هذا الصدد تم تزويدهم بوسائل الاتصال والتواصل فضلا عن الدورات التكوينية المنظمة لفائدتهم في مجالات التواصل الاستراتيجي والتدبير التشاركي والتدبير المتمحور حول النتائج والإعلاميات. يتحدثون عن سنة دراسية مؤنثة هل الأمر صدفة؟ أسفرت نتائج الدورة العادية لامتحانات البكالوريا ، في انتظار صدور نتائج الدورة الاستدراكية، على نتائج جد مهمة ومشجعة كما ونوعا، حيث بلغت نسبة النجاح إجمالا 38,21 %، شكلت نسبة الحاصلين على”ميزة” 53,20 %، في حين بلغت نسبة المترشحين لاجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية 49 % . أغلبهم إناثا. وعلى مستوى نتائج الامتحان الموحد الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي، فقد بلغت النسبة الإجمالية للناجحين48,10 % بزيادة نقطتين مقارنة مع السنة الماضية، وقد تم الحرص هذه السنة على الرفع من معدلات النجاح، إيمانا منا بأن امتلاك الناجحين للكفايات الأساسية هو العنصر الضامن لمواصلة مسارهم الدراسي دون تعثر وتحقيق أفضل النتائج، وتيسير اندماجهم الاجتماعي والمهني في المستقبل. أما بالنسبة لمستوى السنة السادسة ابتدائي، فقد بلغت نسبة الناجحين في الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية 88,71 %. وقد تم تحقيق هذه النتائج التي نعتز بمصداقيتها وترسيخها لقيم الاستحقاق ومبدأ تكافؤ الفرص، في جو من الجدية والتنظيم المحكم والتتبع الميداني، فضلا عن روح التعبئة والانخراط التي طبعت أشغال جميع المتدخلين في مختلف مراحل الامتحانات. و ما كان لهذه النتائج أن تتحقق لولا تضافر جهود كل المتدخلين في العملية التربوية من إداريين وأساتذة وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ومختلف الفاعلين والشركاء . إن الدينامية الإصلاحية التي يشهدها قطاع التعليم بالإقليم والإصلاحات التربوية العميقة والنوعية التي تعرفها المنظومة، بفضل آليات التشارك والتنسيق التي تم إرساؤها مع الجماعات المحلية ومع كافة القطاعات الحكومية وكافة الفاعلين والمتدخلين والشركاء، تجعلنا نسجل بكل اعتزاز وارتياح، حجم المنجزات الكمية والنوعية التي استطعنا تحقيقها. ماحجم التحديات المطروحة اليوم ؟ إن الحديث اليوم عن التطور الذي أحرزناه ، لا ينبغي بحال أن يحجب عنا حجم التحديات التي تواجهنا في المستقبل من أجل الإيفاء بالغايات والأهداف والمقاصد التي نسعى إليها. على هذا الاساس أستطيع أن اؤكد لكم إننا لحريصون كل الحرص على مواصلة المجهودات المبذولة بنفس العزم وبنفس الوتيرة، معبئين طاقات كل نساء ورجال التعليم بالإقليم، وبالاعتماد على تعاون ودعم الشركاء جميعا، للتطبيق الصحيح والشامل لمقتضيات إصلاح المدرسة الوطنية كمؤسسة للتنشئة الجماعية وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية.