- استدعى الملك الحسن الثاني د. عبد الهادي التازي على إثر قراءته لكتاب "الرموز السرية في المراسلات المغربية عبر التاريخ" (الصادر سنة 1983)، والذي ألفه عبد الهادي التازي وأهداه للملك. توجه التازي على الفور إلى إقامة الملك، وهناك سيجد مجلسا منعقدا في انتظاره ليُسائله ويناظره. ويتكون من جماعة من أهل الأدب والفكر والتاريخ. قبل وفاة د. عبد الهادي التازي، وفي حواره مع الإعلامي والباحث يوسف الحلوي (كرسي الاعتراف الحلقة 23."المساء" العدد3023) يكشف التازي ولأول مرة ما حدث له في حضرة الملك الحسن الثاني. مع منافسيه حاسديه، فيقول :
"... سيقول لي إن هناك من يتهمني بالكذب والتدليس وبأن مصادري غير موثوقة، ولهذا طلب مني المجيء لأدافع عن نفسي بحضور خصومي، وليدلي كل منا بحجته.. الأمر كان أشبه بمناظرة بيني وبين أولئك الذين اتهموني بتزوير حقائق التاريخ. وأثناء النقاش طرحوا علي مجموعة من الأسئلة عن كتاب المراسلات وغيره من الكتب، وكانت في معظمها تشكك في المصادر التي أعتمد عليها. وبحكم سفري الدائم وزيارتي لمجموعة من المكتبات والمتاحف الأجنبية، كنت قد اطلعت على عدد كبير من الوثائق والمخطوطات التي لا توجد نسخ منها في المكتبات المغربية، والمؤرخ معني بالبحث عن الحقيقة التاريخية من مظانها أكثر مما هو معني بإصدار الأحكام. وأنا أؤكد أن جزءا عظيما من تراثنا يوجد خارج المغرب، مما يفرض على الباحثين والمهتمين بالتاريخ أن يولوا أهمية خاصة للمصادر الموجودة في الضفة الأخرى.
لقد اقتنع الحسن الثاني يصحة وجهة نظري، والدليل على ذلك أنني سألازمه بعد هذه الجلسة مدة أسبوعين، لم يترك فيها شاردة ولا واردة في تاريخ المغرب إلا وناقشني فيها، وقد وجدت أن الملك مطلع بشكل جيد على تاريخ المغرب، ومن خلال تلك النقاشات سيشجعني على مواصلة التأليف في القضايا التي تبرز الوجه المشرق لبلادنا، فقد كان يرى أن المغاربة في حاجة إلى ما يجعلهم معتدين بالانتماء إلى بلادهم، وليس أفضل من العودة إلى التاريخ لتقوية الإحساس بالانتماء".
ومن يومها أصبح التازي من مستشاري الملك، كلما احتاج إليه استدعاه. وقد حدثني المرحوم التازي بأشياء من هذا القبيل منها أن الملك الحسن الثاني أراد أن يعرف تازة وقيمتها والهالة المحيطة بها، ونقط الاستفهام الملفوفة فيها وحولها.. ولم يجد من يسأله عنها إلا أنا، لأنني أحمل اسمها.
تبقى كتابات العلامة الدكتور عبد الهادي التازي في المغرب كما في المحافل الدولية علامة من العلامات الشاهدة على الحضارة المغربية. وبأعماله الأدبية والعلمية والتاريخية والديبلوماسية.. يكون قد ولج نادي الرواد المغاربة من أمثال الشريف الإدريسي والقاضي عياض وابن بطوطة وإبن خلدون.. الخ. فبصم اسمه في التاريخ المغربي والعالمي. ترقبوا أعيائي الحلقة الثانية: قاضي آخر بتازة يُزوج عاشقين، فيتعرض للمحاكمة الحلقة الثالثة: قاضي آخر بتازة يُبطل نفير بوق اليهود فيتعرض للمساءلة