يسمع شباب اليوم تكرار ربط ما يقع اليوم بمصر بما وقع في جزائر أمس قريب، فما الذي وقع؟ هذا سرد كرونولوجي مركز يفيدك في فهم سياق الانقلابين معا. بعد التأكد من النوايا الانقلابية على نتائج الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلبية ساحقة: - الجبهة الإسلامية للإنقاء تعلن عن البدء في إضراب سياسي عام ولأجل غير محدود، ابتداء من 25 ماي 1991 - تعليمات للمتجمعين بعدم استعمال العنف حتى لو كان دفاعا عن النفس. - قوى إسلامية من بينها حركة النهضة وجماعة عبد الله نحناح تفتي أنه ليس خائنا من لا يتبنى ولا يشارك في الإضراب. - قوى يسارية وعلى رأسها حزب الطليعة الاشتراكي يعتبر في بيانه أن الإضراب زحف نحو السلطة، وأن على الوطن أن يهب بأكمله ليتصدى لهذه الخطة الشيطانية. - الصحافة الجزائرية تجمع في مانشيطات مفبركة: “الإضراب عن الإضراب”، و”الإضراب فرصة الاستعمار”… - الإضراب يحقق نسب نجاح جد مهمة في مجموعة من المدن. - 27 ماي 1991 الجبهة تصدر بيانا تؤكد فيه على المحافظة على سلمية الإضراب، وعدم حمل أي سلاح إلى أماكن التظاهر، والابتعاد عن كل الأماكن التي يمكن أن يجر فيها أنصارها للعنف. وتعد ببذل جهود تضامنية لدعم العمال المهددين بالطرد. - 2 يونيو 1991 يشكل اليوم الثالث في انتخابات قاطعتها الجبهة، وجرت في أجواء ميتة وبئيسة. - 3 يونيو وزارة الداخلية تصدر بيانا تعلن فيه أنها ستقوم بتشتيت كل التجمعات، ومعاقبة كل من يعرقلون سير المصالح، و… - في نفس اليوم يتم الهجوم على ساحة الشهداء، وساحة أول ماي بالعاصمة واستعمل في فض الإضراب الرصاص الحي. - 5 يونيو 1991 يصدر إعلان عن حالة الحصار في كافة التراب الجزائري. - المكتب السياسي لجبهة التحرير تعتبر القرار استجابة ضرورية لتطور الأوضاع. - حركة حماس بقيادة النحناح اعتبر الإعلان رغبة حقيقية للحفاظ على الدستور وأمن المواطن. - لويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكي أثبتت موقفا حازما، ورفضت القرار، واعتبرت الأمر إعلان عن ولادة الديكتاتورية. - الشيخ عباسي مدني اعتبر القرار إعلانا عن انقلاب عسكري مقنع، وطالب المواطنين بالتمرد عليه. - تم توريط الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مواجهة غير متكافئة، نتج عنها حرب الجماعات داخل الجبهة، واعتقل قادته، وقتل عشرات الآلاف من الجزائريين، ومئات الآلاف من المفقودين. - رفع قادة الجيش شعار ضرورة تغيير الشعب الذي صوت للإسلاميين. - اليوم، الجميع تأكد أن الأمر كان انقلابا عسكريا، وجنرالات الجزائر ما زالوا يقهقهون على سذاجة من صدقهم، وعلى غياب خطة للجبهة الإسلامية للإنقاذ لمواجهتهم. نشرته حتى يستفاد من الدرس لا تكراره بالنسبة لأنصار الشرعية والسيادة الشعبية في مصر.