إن ما جاء يه السفير الأروبي للمغاربة مؤخرا،حول إلغاء عقوبة الإعدام ، وطمأنتهم على أنه ستلغى في أقرب وقت . إنما هو عمل غير صالح ، وفساد في الأرض ! لأن ما جرى ويجري في مجتمعنا المتراص والمتآلف والمتشبث بالأخلاق النبيلة من جرائم اغتصاب للأطفال :إناتا وذكورا. إنما هو تكريس لهذه الأفكار الهدامة . وبث الحقد والضغينة والكراهية والانتقام بين أفراد مجتمعنا لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار وبث الخوف والرعب بين المواطنين ، صغارا وكبارا...
إن ما وقع للطفلة المسكينة " وئام " ذات 9 سنين والتي لا زالت على قيد الحياة السريرية وما مصيرها بعد شفائها من الجراح المثخنة بجسمها ؟ كيف ستعيش طبيعية دون رواسب الماضي العفن الذي داس كرامتها وعمق جراح نفسها ؟ وبعدها مباشرة ، الصبية " فطومة الملائكة " التي لا تتعدى الربيع الثاني والتي اغْتُصبت قبل أن يخنقها الجاني بكل برودة دم ! وأمثلة كثيرة مرت بنا من هذا النوع . ومع ذالك لم يتم قصاص يشفي غليل الأحياء والأموات على حد سواء . وإطفاء النار المتأججة في صدور الآباء والأمهات والأقارب... والذي يؤسف ويزيد في ضغط الدم هو أن المجرم ،للتغطية عن دنبه، ومغالطة الرأي ، يوسم دائما بالمرض أو الحمق ...
أين أنتم أيها الداعون لمحاربة عقوبة الإعدام ؟ ألا يستحق مثل هذان الإجراميان أن يقذفا بالحجارة ، في ساحة عمومية،حتى الموت ؟ ليكونا عبرة لأمثالهما.
بالله عليكم لو حصل ما حدث لإحدى بناتكم ،أو ابنائكم ماذا سيكون موقفكم ؟ فماذا تختارون في هذه الحالة ؟ كيف يكون ردكم ؟ وأي موقف تختارون ؟
إن كان موقفكم سلبيا من هذا الأمر، فهذا يعني أنه لا غيرة لكم ولا شخصية ولا رجولة ولا كرامة ! وبالتالي فإن الحيوان أحسن من البشر لأنه يدافع عن أبنائه ولو أدى ذالك إلى الموت . وليس أبناءه فحسب . بل أبن عشيرته . كالثور الذي هاجم مجموعة من الأسد ، دفاعا عن أحد الثيران الذي سقط بين مخالب أسود جائعة ، ولبوءات جشعة ضارية . ومع ذالك لم يعر اهتماما لحياته . فخلص بن جلدته من الأنياب والمخالب ، فنجيا معا ...
ولنفرض أن هذا الإرهابي لم يُعدم ، فما هو دوره في هذه الحياة أو في المجتمع ؟ لن يكون إلا عبئا ثقيلا على نفسه وأسرته وعلى الدولة كلها ! فهو ليس إلا جرثومة ستُعدي المجتمع . ولهذا يجب التخلص منه لراحته وإراحة الآخرين كما تتخلص جميع الدول من الجراثيم المعدية للبشرية . كالأنفلونزا و السيدا مثلا...
ربما سيقول البعض من أنصار تفشي الفساد : "من حقه أن يعيش طبقا للأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ". نعم ، ولكن أين حق العيش بكرامة ، طبقا لحقوق الإنسان ، للذي أو اللتي مورس عليهما الاغتصاب والتنكيل والقتل المتعمد ؟! أليس لهم حق العيش الكريم ؟ ألا يستحقون التمتع بحقهم؟ من سيدافع عن هؤلاء المظلومين والمنتهك لحرمتهم ولعرضهم . وقد حرموا من أغلا شيء لديهم وهو الشرف. أم أن الشرف أيضا لم يعد له أي قيمة ؟ فهو شيء عاد في نظر البعض...!
سبحان الله! فالإنسان يجتهد كثيرا ليحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله ! فالحشرات لا تخالف ناقوس الطبيعة. كما هو الشأن في خلايا النمل والنحل . كل يسير حسب ما يخوله له القانون الجاري به العمل في مجتمعها. والإنسان في بعض الأحيان يكون أقل من هذه المخلوقات الضعيفة . ولكنها أقوى من بعض البشر . في هذا السياق أسرد عن أحد علماء الأحياء الغربيين أنه توصل بالصورة إلى أن نحلة من الخلية أخطأت لسبب ما...فجلبت معها خمرا . وما كادت تقبل على خليتها حتى هوجمت من حراس الخلية ومزقوها إربا ،إربا . ثم رموها خارج الخلية. لأن النحل يرفض كل خبيث . ويمنح الإنسانية أحلى طعام ، وأنجع دواء . بإذن الله تعالى .
فأين نحن من هذه المخلوقات الضعيفة في الحفاظ على التوازن بين الأفراد والجماعات ؟
كيف نسمح بكل سهولة للغرباء أن يتحكموا في أمورنا ؟ ونحن الذين لقناهم العلم والمعرفة ! واليوم يُمْلون علينا ما نفعل أو ما لا نفعل ! ويتحكمون في مجتمعنا كما يحلو لهم ؟! وهم في بلدهم لا يسمحون لفتياتنا ونسائنا حتى بوضع الرداء على رؤوسهن ، بدعوى الإرهاب ! ويرفضون حتى رفع آذان الصلاة على مكبر الصوت ، درء للإزعاج . إنها مفارقة عجيبة ... فمتى نعود إلى الصواب ونضع كل شيء في مكانه لتسير الأمور على أحسن ما يرام . دون الخوف من أحد ، أو الإتكال على الغير ؟!