عَجُوزٌ طهتْ خليطا في قاع قِدر متنكرة للخير في غياب نور البدر فَرَّقَتْ على الذئاب بسخاءٍ كلَّ خير على الثعالب دون حساب ولا أجر وحُشُود اللقالق الواعِيَّة في الانتظار صَبَّتِ البقايا بحُنُوٍّ في مُسَطَّحَة البلار قالتْ مستثيرةَ ابتسامةِ الكذَّاب الماكر: أهلا بأعز الأحفاد أهلي وأهل الدار هلموا أحبائي خذوا قسطكم بالمنقار قالوا : خالتنا ، ماذا فعلت بنا يا للعار؟! أنأْخُذ بالمنقار ما صُبَّ على الأحجار؟ مِنكِ صدقة ًلا نريدُ فنحن أبناء الأحرار يكفينا وَرعاً وفُتاة الحلال تحت الجدار إفْكاً ارتكبتِ في حق النجوم والقَمَر أنسِيتِ ضِياءنا لكِ بين الأشواك والحُفر؟ سَاعَدْناكِ أيّام الشدَّةِ ضِدَّ الإثم والمُنكر تُجازيننا اليوم بالحِرمان وسوءِ القَدَر تبخَسِينَنا أشْياءَنا وأنتِ لسْتِ بمُعَمِّر افعلي الخير حالا قبل غدٍ ليبدد آثارالغدر دونه لن ينفعك العُذرُ بعد نهاية العمر قالت العجوز:مهلا سأعيد القِدْرَ فوق النار فحكمنا العقل طويلا ولجأنا سبل الحوار سئمنا الانتظار طويلا بعد أيام وشهور فكان ردها:هذا العام رُزئْنا في الأمطار! معذرة كلٌّ صار هشيما وأُصِبْنا بالأضرار ثاربعضنا:كذبٌ هذا لِمَ تصِرِّينَ على الإنكار سَنَة ٌمِعْطاء حقيقة يعلمها كل أصَمٍّ وضرير ما بالكِ كنتِ في خيمة وأصبحت في قصور أمسيتِ بلا ماء وأصبَحْتِ تفوحين بالعُطور أسْمالُكِ تبَرَّأْتِ مِنها وصِْرتِ تنعمين بالحرير أنَّى لكِ هذا والصِّبَى عَنْكِ ولَّى وأنتِ في إدْبار شُلتْ يداكِ ويمينكِ يا لصة الدهريا بنت الفجار مَنْ أعْطاكِ يا جاهلة ًحَقَّ التحكم في الأمور يا عَجوزُ إليْكِ عَنا فمَنْحَاكِ ومَآلُكِ جِهَة َالقبور حَيثُ أنَّ غَداً مأواكِ َصقَرُ جَهَنّمُ وبِئْسَ القَرار هَدّدَتْنا بالانْتِقامِ بِلَيِّ الأعْناق والأرجُل بالكسْر فَلمْ يَسَعْ بعضنا إلا الرحيل للضباب والمهجر قائلين بلا وداع في لوعة الفراق ودمعة التأثُّر: بياضنا وَرَع ٌ وسِلمٌ ضد الإرهاب والإعصار وسوادنا حِدادٌ على الوضْع وسوء حال الأقدار ألا تريْ أنّا نستحق كل إجلال وتقدير وكل إكبار ألا تريْ أنّا نصنع لأجيال التاريخ قناطر للعبور ونَبَْني الحِمَى والإجْلالَ على الحصون والقصور فتَرْنُو الأسْيادُ إليْنا بزَهْوِ الابتسامة والافتخار نَسْكنُ دَوْما بشموخ أعَالِي الأشجار والأسوار وكذا فوق الكنائس والمآذن بكل لطف و وقار فلا أحد يؤذينا أو بالعار ينعتنا أو بالاحتقار إلاَّ أنتِ يا دميمة الخلق و مُخَلفَة الاستعمار غداً سترحلين عنا طبعا ولن تُعَمِِّري أبَدَ الدَّهر أذهَلَها العِتابُ وتاهتْ في مسارهِ برَوِيَّةٍ وتبصُّر تلْوِي على أصابعها خِصْلة ً بيضاءَ من الشَّعَرِ أدْرَكتْ في هَلعٍ قُرْبَ نهايتِها فرَمَتْ بعيدا بالقِدْر فَطِرْنَا عاليّاً ونَظنُّ أنّها عَجّلتْ بَعْدَنا بالانتحار تِلكُمْ كانَتْ نِهايَة آثِمٍ وظالمٍ بفِعْلِ الخير كفار