من صلب التنوع يأتي الإبداع مخصبا بالجمال قراءة في ديوان " 7 ، زنقة مقهى الباشا " للشاعرة مجيدة بن كيران
استهلال : الفنانة مجيدة بن كيران هي بالفعل شاعرة من الشواعر المغربيات اللواتي يكتبن في هدوء، وكلما اقتربت من أضواء الكاميرات في الأفلام والمسلسلات والمسرح ، إلا وابتعدت في الكتابة إلى الظل كي تستريح من وميض العدسات وبريق الحبابات . كانت تود أن تكون سباحة بارعة حيث أكدت ذلك في إصدارها الأول سنة 2001 "أن تحلم ...كما الأسماك " الصادر عن منشورات عكاظ . تقديم الديوان : بعد إصدارها الأول وعن منشورات عكاظ دائما ، صدر لها الديوان الثاني ” 7 ، زنقة مقهى الباشا ” في طبعته الأولى وذلك سنة2006 . حجم الكتاب من قياس(14 سم x21.5 سم) وزنه 110 غرامات، صفحاته 84 صفحة ، نصوصه 10 نصوص ، صوره الفنية المصاحبة 12 صورة . قرطاس الكتاب صقيل ، ومداده ضارب في الأسود الداكن ... غلافه أنيق ناعم براق حمته رقيقة من البلاستيك الشفاف و زادته لمعانا ، تقاسم الأبيض و الأسود والأصفر البرونزي تضاريس رقعته... عنوان الديوان : " 7 ، زنقة مقهى الباشا " عنوان يبدي بأشياء كثيرة ، ويوحي بأمور شتى ، إنه عنوان لعنوان ، عنوان دار لعنوان كتاب ، وهو مسقط رأس الشاعرة ، اختارها قبل أن تختاره فازدادت به وفيه ترعرعت ونمت... نقف على الرقم 7 ، المبتدإ بسكتة صغيرة خفيفة احتراما للفاصلة كعلامة ترقيم ترغمنا على التوقف ، أما الزنقة فهي من أسرة المحج والشارع والدرب والزقاق والكل شرايين للسير والاقتياد ، و المقهى متنفس للارتياد ، والباشا لقب تشريف لسيد يمارس السلطة في حدود القانون للاعتياد ... كثافة الإسناد في العنوان تحيل على الإخبار في تركيب تضاعفت فيه الإضافات وتعددت الملكيات ، فالزنقة للمقهى ، والمقهى للباشا ، والكل عنوان لكتاب ، والكتاب لشاعرة بإيداع قانوني 1801/2004 تحت رقم دولي معياري للكتاب (ردمك) 9981-806-79-X ISBN . بالفعل عنوان الكتاب هو عنوان بريدي عادي يحدد موقع مكان من الأمكنة الخاصة التي استحضرتها الشاعرة في الديوان ، إلا أن هذا المكان بالضبط له شاعرية تُوَ لد القصيدة كما القصيدة تحتفي به ... ونعلم جميعا أن كل الأمكنة عبور في عبور ، من الرحم إلى القبور ،لكنها تبقى حاملة للذكريات والخواطر والأفكار ، وكذلك القصائد و الحكايات ، وأحيانا تدفع للبوح والاعتراف كما جاء في "7، زنقة مقهى الباشا " القصيدة، حيث كان ما كان عند الشهقة ، إنه المقطع المميز و الموسوم بلغة أليفة وصور شعرية ذات امتداد كبير للنفوذ إلى الذات عبر وضوح الدلالة الشعرية المقبوض عليها بين السطور ، وما الهاجس الإيروتيكي والشهواني الذي يوشح هذا المقطع إلا دليل لدعم الصفاء وتزكية البوح . " هنا زرعت هنا نحتتني شهقة " السي محمد " و " عيشة " في ليلة ليست ، ككل الليالي هنا سمعت موسيقى السماء لأول مرة تعزفها قطرات تشرين من أين أبدأ الدخول إلى منزلنا القديم ؟ " ص (30 31 ) ولأهمية هذا المقطع من القصيدة ، جاء ثانية على ظهر الكتاب بالأبيض ، وبقيت مجيدة بن كيران شاعرة تقيم أسفله.
من وحي العدد 7 : الرقم 7 بدوره شيء من أشياء العنوان ، وأمر من أمور الديوان ، وأنا بدوري من باب المقاربة المناصية أستحضره كتمفصل من تمفصلات الاشتغال المناصي الذي توظفه مجموعة من النقاد المغاربة ومنهم الناقد جميل حمداوي الذي يسعى جاهدا لتطوير المقاربة المناصية و توسيع آفاق تداولاتها واشتغالاتها ... جاء الرقم 7 ليشهد العقيقة في يومها السابع ، حيث حضر من( يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله) وهم سبعة ، تروقهم القراءات السبع ، وتحرك وجدانهم المعلقات السبع ، وعلى نغمات الحروف الموسيقية السبعة يتبادلون الأفراح ... عشقت الشاعرة الفنون السبعة كما شاءت لتخلق في الأدب ، وتبرع في المسرح ، وتبدع في السينما، أحبت الرسم حتى صاحب نصوصها في الكتاب ، وفي علاقة الرقم بالكتاب وقفت على ما يلي : عدد صفحات الكتاب 84 صفحة وهو مضاعف للعدد7 . ابتدأت الكتابة من الصفحة السابعة. قياس أحد أبعاد الكتاب 14 سم وهو مضاعف للعدد7 . ثمن الكتاب 49 درهما وهو مضاعف للعدد7 . فإذا تركنا كل هذه الخاصيات للصدفة ، تأكد لنا بالواضح أن للرقم 7 سره ، وإذا كان الأمر عنوة ففي العلاقة ربط و قصد و فعل ... صور الغلاف والصور المصاحبة : صورة الغلاف عبارة عن أيقونة لشخص شاب لعبت التقنية الطبيعية والكيميائية برأسه ، فمسخت النصف المماثل لنصفه . ألصقت على طرف جبهته بطاقة (Référence ) وهي إشارة و إلماع تكون على وجه البضاعة والسلعة ، يكشف الجهاز الماسح والكاشف عن معلوماتها عند الحاجة ... وسر الرقم 7 هو الآخر لم يفارق الصورة حيث ظهر على وجه الكتاب في مضاعفه العدد14 . تعددت صورة الغلاف وتكررت بما يناهز ست عشرة مرة ، مرة بحجم صغير وسط الصفحة الواحدة ، ومرات بأشكال مختلفة وأحجام كبيرة تأخذ بالكمال والتمام داخل الصفحة المزدوجة مما جعل من الصفحات (10 – 11 و 18 – 19 و 24 – 25 و 52 – 53 و 58 – 59 و72 – 73 ) راحة بصرية للقارئ حين يعذبه الحرف و تتعبه الكلمة ،إضافة إلى صور أخرى بحجم صفحة واحدة لكل صورة في الصفحات ( 5 و35 و45 و65 ) ، كل الصور نال منها كيمياء المادة و المسح والمسخ و الوضع والإلصاق والتركيب ، وهذه كلها تقنيات فنية تقوم مقام العناصر والعوامل التي كلما زادت في تعقيد الصورة إلا وزادتها رونقا وجمالا وتشكيلا ... وضع الصورة في الاتجاه الصحيح من الأسفل إلى الأعلى بقي على ما كان عليه حيث وردت في بعض الإلصاقات والإضافات الأسهم و الكأس المملوءة لتحديد الاتجاه المناسب ، وكل هذه الإشتغالات الابداعية المصاحبة للكتاب هي من ” طقوس الصمت ” سلسلة من الأعمال الفنية للفنان البحريني أ نس الشيخ الذي عمل على إخراج الكتاب في أبهى حلة ، وتوفق في ذلك ...
الصورة الفوتوغرافية للشاعرة : تتخيلها الصحفية المغربية خديجة باحماد مستنسخة من ( السندرلا)، ملامحها آخذة في البراءة الطفولية ، يخرج من عينيها كلام القلب وهما بالدمع سخيتين أحيانا ، الدمع الذي يؤكد الحس المرهف ، والإنسانية الكبيرة . جاءت الابتسامة مع الإغراء بالإيحاء هادئة مترجمة لكلام الروح ، بلقطة عادية هربت من التكلف والتصنع ، وظفت العين المصورة انزياحا تصويريا يشد المشاهد المتأمل ويحصره قسرا للانتباه إلى ما ضاع من الرأس ، وهو بالفعل جزء يختزل كل التساؤلات كي يمعن الناظر ويتمعن في صورة أخذت الخلفية والسند من سواد الشريط وسواد الشعر ( بفتح الشين ) ، تولد الإبداع من سواد على سواد ، لكن الوجه المحيا والملامح البريئة ، باللون الأبيض أضفت على الصورة رونقا كلاسيكيا وجمالية تقليدية بالأبيض والأسود تمتح مما هو عصري وحديث ... الإهداءان ينبوعا تقدير : جاء الإهداء الأول مصاحبا لنص " ترانيم" ، إنه شخصي وخاص ( إلى طائر الجنة ... الغالي إدمون عمران المليح ) طائر الجنة الذي يأتي في غير مواقيته ، وفي النص تم ذكر " ألف عام بيوم واحد " وهي رواية للكاتب المغربي الكبير إدمون عمران المليح تتقاطع مع ديوان " 7 ، زنقة مقهى الباشا " في الاستمداد من الذاكرة والمعيش وتزامن الذكريات و التذكرات والأحداث ، و اختزال ما تم خزنه في الأعماق من مولد وطفولة وشباب وعائلة منغرسة في بلاد ذات الجذور المغروسة في التربة والجغرافية والتاريخ ... ومما زاد هذا النص ثقلا و وزنا ذكر هذه الأسماء الكبيرة :( بيكاسو الشرقاوي حسان بورقية النفري بسوا القاسمي إبراهيم الكوني شكري برادة ) معية الأحياء من هؤلاء أطال الله أعمارهم قالت : " تموج الأحاديث وأنا أتلذذ سرا وعلنا بصداقة أحسها أكبرمني وتلزمني بأن أكبر معها. لكل شيء هنا منطق . الطعام . دافئات الكلام ، الضحك ، الفن ، الكتابة، وللنضال أيضا منطق ... " ص (9 ) . أما الإهداء الثاني ( الى روح الصديق محمد القاسمي) أتى قبل عنوان النص المصاحب " هرم... أزرق " احتراما لروحه الطيبة ، بالفعل إنه هرم أزرق ، أحد رجالات الفن والإبداع ، وفقده ثغرة كبرى ، لايقدر بشكل أو انكسار أو ظل أو بريق ضوء أو وجوه أو أجساد أو ملحمة. " انخفض جناح ملاك أبيض، فسقطت ريشة على شاهدة قبرك الزرقاء . انكسرت الأجساد والدوائر حُزنا على أزرقك وتساءلت : عين من ستكون على الهرم بعد الآن ؟ وقلب من سيحب الإنسان بعدك ؟ وأنت القائل: " محبتي للإنسان جعلتني أرسم معالمه على العمل "... " ص (21 22 )
رسائل مجازية في خدمة العنوان دارا و ديوانا : وردت في الديوان رسائل إلى الشاعرة ، جاءت لتؤكد هي الأخرى طبيعة العنوان العادي ، وأنا أقرأ قصيدة " رسالة من لوركا " أوقفتني لاءاتها وكذلك الأمر والطلب ثم الوصية . " لا القطط اليتامى تتمسح في الزيتونة . لا البغي تتمسح ب " أنكيدو " ولا الليل يرحم الغرباء . (..) ولا أحد يقدرعلى إطفاء الشمس . لا العالم خلق كما نشتهي ولا الحزن انتهى إحْيَيْ أولا ، تشبتي بفوضاك لك الشعر ولك الفضيلة . فكوني ثملى بهما . " ص (62 – 63 ) وبائعات الأمل قلن في رسالتهن : " لم نعد نحلم. وحيدات . أولنا انكسار وآخرنا انكسار . وما بينهما ، شرخ يقظم ظهورنا . كيف ننام ؟ " ص (68) وفي " رسالة من الليدي مكبث " قالت أشياء عديدة ، حكت لها عما يعكر صفو الحياة ، وعن الأحلام التي تتحول إلى سراب وشظايا ، سألتها عن سر جمالها ونضج أنوثتها ، وحكت لها عن الشاب الجميل " نرسيس " والفتاة الجميلة " إيكو " في قصة حب ... ثم وعدتها بلقاء مجهول ، وأوصتها بالحفاظ على الصفاء . قالت لها : " نامي جيدا . تغدي جيدا. واكسبي أصدقاء أوفياء ، ولا تمنحيهم أبدا كل ما لديك . احتفظي دائما بمسافة أمان . فالزمان قاس . " ص (77) هكذا جاءت الرسائل مخصبة بحبر الإبداع لترحل بنا إلى الدار السابعة في الزقاق بين سبع سماوات وسبع أراضين ، إنه مكان الاحتراق بالذكريات ، المكان الذي تجمع في العنوان ، وبات الزمان في ذاكرته موشوما بأثر لا يمكن أن ينسلخ من الذاكرة مهما لحقه التغير أو نال منه الزمن ... براعة التداخل في تشابك الشعر بالنثر: الفنانة مجيدة بن كيران لم تقيد نصوصها بجنس أدبي معين ، لأنها تومن بتداخل الأجناس ، وبعيدا عن أي تصنيف أدبي تسمي كتاباتها بالهذيان المدروس الذي يميز النصوص ... النصوص التي تجاور النجوم في سماء الشعر ، وتتاخم اللآلئ في قعر يم النثر . تشابك الشعر بالنثر، واللسان بالروح ، فتولد الكلام الموغل في الوجدان استجابة للأعماق ، وتلبية لطلبات الأشواق ، إنها مؤامرة كتابية فنية ، قبضت فيها المبدعة على نصوص زئبقية تنفلت من النثرية لتذوب في حياض الشعر، نسغت الفن بالفن ، ومزجته بالإبداع حتى حصل البريق ... تنقو المبدعة الصور نقوا ، وتدفع بها لترقص على نغمات الشعر ورذاذ النثر، يتم ذلك في ثنائية متداخلة ، الشعر بعلامة الموجب (+) ، و النثر بعلامة السالب (-) فتشتعل النصوص مشعة ترسل الكلمات في تواصل حسن من المتن والكنه لتنفذ إلى القلوب مباشرة ، كما في " الغرفة الخضراء" القصيدة. " بعد نوم لا يريحني أقول وداعا .. و أطفئ كل الشمع تجيء رغبة في البكاء مثلما هي الآن متوترة مترددة بين الظهور وبين التخفي " ص (47 – 48 ) إنها ترش نصوصها بالبهار وتلونها بألوان الطيف ، بعدما رسمتها من محبرة قوس قزح لتلامس الوجدان أكثر فأكثر.. تنحت صورها الشعرية لتعانق الومضات النثرية ،ثم تهب للرقص على إيقاع الوجدان ... تعطينا أحيانا الصمت وتأمرنا بالكلام ،أو العكس ، تمنحنا الكلام وتطلب منا الصمت والسكوت ، ولذلك نتعامل مع نصوصها باندهاش بسيط في أول مرة حتى نجاري الاستمرار في الحاضر، من الماضي إلى المستقبل . وظفت الشاعرة لعبة الكتابة ، وأتت النصوص حية تمج منها معايير المقبولية ، تعانق وتلامس ملامح جمالية لتحرك في الذات صدق الأحاسيس العميقة ودفء المشاعر المتنوعة ، وبذلك تشد القارئ حصرا إلى لغتها ، وتجلبه إلى دهشة عصرية بنماذج النصوص التي تغدو في النثر وتروح في الشعر، وهي في ذلك موفقة . تقطع خط النثر حين يتعذر المغزى ، وتطلق وقتئذ الشعر ليلامس العالم ويتحسسه ... من " 7، زنقة مقهى الباشا " القصيدة . " الشمس اختبأت يوم دخل من هم خارج الأسوار .. .. وأخذوا لون الشجر . من أين أبدأ الدخول إلى منزلنا ؟ وأنتم فوق رمادنا تعيشون . كيف أدخل إلى منزلنا و .. لا صباح لرائحة البن بعدك ؟ كيف أدخل إلى منزلنا ؟ وقد صارت الدار ذكرى . " ص (34) ما أحلى العودة بعد الغياب ، فيها نشوة الرجوع ، وبلسم الغياب ، وفيها الحنين جاثم على قوة الفطام و إرادة الهجر . غاب الجميع عن الدار فصارت ذكرى ، هكذا هو الغياب ، مسيرة الإنسان في درب زمانه ، وحين تحصل العودة ، فتمة منعطف بقياس زاوية حادة .. لأن جميع الطرق لا تؤدي إلى دار الذكرى .. أما إذا كان الوداع الأخير، فهو بالفراق حزين .. الذاكرة تؤجج في المخيلة الصور الأخاذة ، ولا تطرد ما تعتم ، ولا ترجم الصعب العصي ، تسرق من التاريخ الشيء الممتع ، وتختلس من الماضي اللحظة الأروع في غفلة عن السهو ، إنها الاشتهاءات المطوقة و المحوطة بالانخطاف القاسي . حاولت الشاعرة جاهدة من خلال الشعر والنثر ملء الكلمات بالمحتوى المألوف ، وزرعها في سياقها المعروف ، بذلك نجدها تقتفي الخفي ليتشبع بالوضوح خلف قوة الكتابة التي انسابت بعمق في التعبيرية الشعرية و الوصفية النثرية لمقاربة المعنى بطريقة إيحائية ودالة ، في نسق تستشف من خلاله المقاربة المباشرة نمطا من التميز في كلام القلب والوجدان والإحساس الذي يشع من الذات .. لا أدري كيف يخامرها الاستهواء ، ويساورها الانجذاب قبل وشم الإملاءات على البياض ، لتنقل لنا أحاسيس إنسانية مغلفة بمشاعر من الداخل و كلمات أكثر دلالة ، تبعد الكتابة عن السطحية والاعتيادية بلغة زاهية حية ذات إيقاع بديع . الشاعرة موجودة في مركز الكتاب ومعمعة النصوص ، وليس في الجوانب والتخوم والمحيط ، هي حاضرة بحضور ظروف النصوص ، التي لا وجود لها إلا داخل المكان و الزمان ، وبصفة عامة كتبت النصوص ما بين ( الرباطتونستازة أرض دلمون الناضور اسبانياآسفيفاس ) وذلك في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2005 . في نصوصها يتم التلميح البلاغي ، والإيحاء المجازي ، ومن خلالهما تتراكب وتتراحب الخيالات فتتدلى الإطالة في الإبداع ، و يتجلى الامتداد في الاستغراق .هكذا خرجت الشاعرة من أول نص في الديوان كي تمارس الإبداع في المكتوب وهو جزء من هويتها الفنية... خاتمة : ارتباطا بتحديث الشعر، و الخلطة المعلنة مع النثر، تبقى المبدعة مجيدة بن كيران شاعرة أكثر مما هي عليه ساردة ، وتسعى جادة في تميز تجربتها الإبداعية بهذا التنوع في الكتابة لتحقيق التكامل والتضافر بين الشعر والنثر، ولعلها قامت بذلك بغية التوفيق بين الواقعي والعاطفي من جهة ، وحتى تبقى حرة طليقة ، تنثر السرد و تقرض الشعر من جهة أخرى ، وعلى هذا المنوال مشت تضمخ الكتابة بنمط التناوب، وحسن التنقل بين مدارج الشعر و سلالم النثر ، وهي في ذلك موفقة وبه مميزة.