تحولت ساحة الاستقلال بتازة و الشوارع المحيطة بها، زوال يوم (الأحد)، إلى نقطة للمواجهة بين بعض أعضاء حركة 20 فبراير ومواطنين ملتحفين بالعلم الوطني يرفعون صور الملك، قبل أن تنطلق الشعارات والشعارات المضادة حول الدستور الذي رحب به الآلاف ممن وفدوا إلى الساحة للاحتفاء به والدعوة إلى التصويت عليه نعم، وبين الشعارات التي تعتبره "ممنوحا" وترفضه من الأساس. وانتفض شباب من أحياء شعبية ضد حركة 20 فبراير التي أصبحت تحت وصاية عدلي تازة واصفين إياهم ب"الخونة" قبل أن يتدخل الأمن بالزي المدني و الرسمي لمنع أي مواجهة أو اشتباك بالأيادي بين الطرفين، قبل أن يتلقى متظاهرو 20 فبراير أوامر من رموزهم بالانسحاب من محيط الساحة والتوجه إلى شوارع أخرى.
ولم يستسغ شباب ملتحفون بالعلم الوطني مواصلة "الحركة" لاحتجاجاتها رغم أن مشروع الدستور الجديد استجاب إلى أكثر مما طالبوا به، بل إن الغضب أخذ بعضهم إلى درجة رفع شعار 'لا عشرين لا ربعين و الملك في العينين'، مؤكدين كون "حركة العشرين لا تمثل الشعب و لم يفوض لها احد التحدث باسمه كل ما في الامر أنهم يريدون تخريب بلادنا و عليه لن يمنعنا أحد حتى الأمن من الدفاع عن بلدنا وعن مشروع الدستور الجديد"، يقول أحد الشباب الملتحفين بالأعلام الوطنية، قبل أن يؤكد أنه لا ينتمي إلى حركة 9 مارس، "أنا مجرد مواطن يحب بلده وإذا حاول أي كان المساس باستقراره فسيكون ذلك على جثتي".
حالة الغضب نفسها أخذت مجموعة من الشباب، بعضهم يدفعه حب الوطن، وحاول الدفاع عن هذه القناعة بكل الوسائل المنظمة منها والعشوائية، وبعضهم الآخر تطاول على بعض أعضاء حركة 20 فبراير واستخدم أساليب وصفت ب"العنيفة"، وهي مجموعة محسوبة على رؤوس الأصابع، فيما فضل المؤيدون للدستور أخذ مسافة من مسيرة الحركة، والتعبير عن رأيهم بطريقتهم الخاصة عبر رفع الأعلام الوطنية وصور الملك، ودعوا المواطنين بطريقة حضارية إلى التصويت بنعم للدستور الجديد.
وفيما كان المواطنون بمختلف توجهاتهم و قناعاتهم السياسية يشكلون النسبة الأعظم في المسيرات السابقة، لوحظ تراجع عددهم في مسيرة (الأحد)، إذ كان عدد العدليين المحسوبين على الجماعة الأكثر هذه المرة، والذين حاولوا النزول بقوة، ضمنهم المستقلون، الذين عبروا مرارا و تكرارا عن رفضهم محاولة العدل والإحسان السطو على حركتهم وتوجيهها لتحقيق أهدافهم وبرامجهم وأجنداتهم الخاصة. هذا و من المنتظر ان تحسم الاحزاب السياسية في مسألة المد و الجزر بنزولها للشارع العام في إطار حملتها لشرح مضامين الدستور ابتداءا من يوم الأربعاء (حزب النهضة)، عطلة نهاية الأسبوع (الاتحاد الاشتراكي، التقدم و الاشتراكية و الاستقلال...).
علاقة بما سبق
جدير بالذكر ان ثلاثة عناصر من شبيبة جماعة العدل و الإحسان قد توعدوا زوال يوم السبت عضوين من هيئة التحرير بموقع 'تازاسيتي' أحدهما حضوريا (خليل بورمطان) و الاخر غيابيا (عادل فهمي)، فقط لنقل الاول لاحداث الفرحة العفوية التي عمت أرجاء المدينة بعد الخطاب الملكي السامي الكاشف عن مضامين الدستور الجديد يوم الجمعة و الثاني بصفته صاحب الموقع الذي نشر نص الخبر الذي تضمن صورة لأعضاء من حركة 20 فبراير التقطت لهما وسط الجموع المحتفلة عن طيب خاطر و برضاهم تام، فيما ذهب الجبن بأحدهما لإستباحة دمهما هدرا على إحدى صفحات الفايسبوك و على البريد الإليكتروني للموقع متهما إياهما ب 'التخابر' و مطلقا لحملة تشهيرية أساسها السب و القدف و التهديد بالقتل معترفا أمام شهود عيان عن إقدامه على ذلك، مما يدل على وجود إصرار و ترصد.