● قذافيات: 8 – الذهاب إلى جهنم ها أنت تنحدر إليها. هي جزاؤك الطبيعي على الجرائم البشعة التي اقترفتها. بالطبع لا كما قلت في الفرار إلى جهنم٭. ليس كذلك أبدا، لأنك تسلك الآن أقصر الطرق إليها بالفعل، بعد أن لم تعد لك وجهة أخرى على الإطلاق. ستسمع زفيرها، وتشهد كيها وشيها. فجهنم هاته مستعرة تماماً، وحميمها حار للغاية. أما حمم نارها فجبال شاهقة؛ يحوطها لهيب ساخن، ويلفها سموم رهيب. يكويك جمرها والدخان يخيم فوقها. شمسك غابت تماما، وأنت تنحدر الآن مدرجا بدماء أمة سفكتها بمعية زبانيتك. مرقدكم هو في قلبها المستعر حمما حارقة، وأنتم تصلَون في جحيم شعابها السوداء المظلمة. .................................................................................... ٭ الفرار إلى جهنم : نص قصصي ضمن المجموعة "القرية القرية .. الأرض الأرض .. وانتحار رائد الفضاء" الصادرة للعقيد في طبعتها الأولى عام 1423 عن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان؛ والتي قال فيها عدد غير قليل من النقاد والأدباء العرب ما لم يقله مالك في الخمر مقابل فتات من مكرمات. وكان عرابهم الأشهر في مؤتمرات المديح للعقيد أديبا هو الدكتور جابر عصفور رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مصر.