* تمجيد الذات العارية و انفضاح الحقيقة العارية ؟ * لن أدخل في جرد لأنماط الخطاب المعرفية لأني أعي أن الصمت هو كذلك لغة بقول أحد الحكماء "أخاف الكلام لأني إن تكلمت أحس أني لا أقول أي شيء" ، لكن ما استوقفني في هذا الباب هو لون و نوع الخطاب المقبول إعلاميا و من جهة الجمهور ، ما أحسني واهما إن أنا تهت في فضاء الكلام و حاصرتني ملايين الأسئلة المتوهجة المتقدة ، أعلم جيدا أني لا أستهوي المترددين على ثقافة اللذة و الشهوة و البحث عن الإثارة على اعتبار أن منظومتي الفكرية و الثقافية تتغذى من نبع آخر يحترم الاختلاف بل و يقدسه ، و لكن له الحق في أن يتيه في فضاء السؤال السقراطي الباحث عن المعرفة بتجلياتها المادية و المعنوية لأني أعي أن أول خيط في الجواب على السؤال هو الجوع ، هل يمكن أن يصبر أحد على الجوع بمفهومه الخاص المرتبط بالخبز الحافي عل حد قول كاتبنا العظيم شكري ، أو بمفهومه العام المرتبط بغياب الإشباع المعنوي أو الروحي لدى المتصوفة و البوديين و الذين ابتعدوا عن الكون لإشباع الروح و تبعتهم رابعة العدوية لتؤسس لعشق خالص إلاهي بعيد عن المادة ، هنا مربض الفرس ، هنا التيه و الهيام و العشق ، ربما سؤال مأخوذ على وجه التمني الشبقي المتسع للغد المدمي بنيران اليوم ، نثار للغة شبقية مثيرة لأنها أتت و حملت معها صورة للذات العارية و لكننا نوصد أبوابنا إن تعلق الأمر بحقيقة و قضية عارية لأننا نخاف ، مم ، لست أدري بل أدري كل شيء ، أدري عجزي عن عشق الإنسان الدفين في و فيكم و المسيج لدي و لديكم بالخرسانة ، يتيه العشق في فضاء لامتناهي ، ينحصر الكلام و يضيق و تتيه الحقيقة ، واقع نحن أم أننا شظايا هذا الواقع ، يموت الإنسان فينا و نحيي و نقدس الصور العارية و الشعر العاري و الأدب العاري ... كل ما هو عار له معنى إلا الإنسان ، هل نحن مهووسون بثقافة العري إلى هذا الحد ، هل نقدسها قداستنا لرب خلق الكون ، فلماذا إذن لا نؤسس مملكة للعري هكذا يتيه الإنسان و يصبح للعشق أوطانا أخرى لا تتكلم لغتنا لكنها تديننا و نحن أصحاب الدار نترك ذاتنا و نبيعها للاغتصاب و نصفق للجسد العاري و نغلق المذياع على كل أنة طفل عربي يبكي و نطلق قهقهاتنا على صوت يمجد الماضي و يدعوا للالتصاق بالذات ، أحمق أنت أيها المتكلم ، عاقل أنت أيها المهووس بالجسد العاري ، تتيه الكلمات و يضيع الإنسان العربي ، غزة تموت لا مشكلة لأنه قدر لها أن تموت ، يتضامن العالم لا مشكلة هو عالم أحمق بددته المادة و بحث عن الترف الفكري ، كل شيء جاهز ، لدينا الإجابة عليه لتبرير خيبتنا و تبقى الذات العارية هي مربض فرسنا نحتاجه في الليل كما في النهار في الصحو كما في القيلولة كما في النوم ، هكذا هو العربي ، فليصمت هذا الع .... و ليتكلم ذلك الآخر بآلاف اللعنات توجه لصمتنا و لتتلوا التراتيل على قبر أيامنا ، فلن نجرء على الكلام أو الحلم إلا بالذات العارية . --------