كلما صنفت الكتابة الى ( نسائية و ذكورية) إلا وكان هناك فرق ، ومعه تحضر العنصرية الى درجة التفرقة ، فينظر الى الكتابة ( النسوية) بنظرة دونية لسبب واحد و واضح وهو أن مجتمعاتنا لا زالت بعد تعتبر نفسها ذكورية . الكتابة (بجنسيها الذكوري والنسوي) تراهن خارجيا على أداء الرسالة ، و داخليا تتحدى كل العوائق كي تتحقق الذات الكاتبة وتتحرر من العقدة الدونية لتعانق التفوق والقبول والنجاح ... مثل هذا الانشقاق في الكتابة يخمد الاهتمام بالفكر ولا يستنهض الأدب والإبداع تماما ، وإنما يدفع بالانفصال الى درجة القطيعة ، إنها ظاهرة مشينة للثقافة بصفة عامة ولا بأس من تعريتها وتفقدها من حين لآخر بالمناهضة والتصدي لها حتى لا يُركن ملف حقيقتها على رف الطي والنسيان ...فإذا آمنا بالكتابة النسائية نكون قد كفرنا بالكتابة الذكورية والعكس كذلك ، وهذا غير مجدي ما دامت الكتابة واحدة ، والفكر البشري يسعى على الدوام إلى إيجاد روح الانسجام الكبير بين الأشياء وهو الحاصل بين الرجل والمرأة في خدمة الكتابة الراقية الرفيعة .. بالفعل المرأة كائن روحي معشوق ومكرم مقدس ولهذا نرفض بالمرة أن تعامل أنوثتها بما لا يليق وسمعتها في أهازيج فلكلورية كالكتابة النسائية . الكتابة إبداع والإبداع كما قيل : "هو ما يتسرب في الرمل ويبقى أثره لامعا بعد انسحاب الموج " و الإبداع حركة تتخطى الواقع ، والكل يكتب ليتجاوز الحاضر إلى المستقبل الذي بدوره سيصبح حاضرا وماضيا ... فالكتابة هم و وهم إنساني مشترك بين المرأة والرجل على السواء . تبقى الأجناس الأدبية ذات عناوين ومواضيع متعددة ومتشعبة ، و روح الإنسانية هي الجوهر وليس الأنثى أو الذكر ..لكل موضوع إنسانية مبنية على فلسفة صاحبه أو صاحبته تتجلى بوضوح في الرسالة وصدق الكاتب أو الكاتبة ويقظة المستقبل ، وعبر هذا التواصل السليم يرقى التلقي إلى الأوج حيث تنفذ الكتابة الهادفة إلى الأعماق ، وتحفر في قرارة الأرواح بدقة متناهية دون صداع داخلي .. وافتعال التصنيفات الخاطئة ....