[COLOR=darkblue]بوجمعة العوفي *[/COLOR] :الآن وقد أصبحت وسائل الاتصال الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ومن أهمها " الفيسبوك " و "التويتر " بديلا حقيقيا للعديد من الأحزاب العربية التي شاخت أو ارتمت بدافع المصلحة والحصول على فتات الامتيازات في أحضان الأنظمة السياسية الحاكمة، ثم واجهات أو فضاءات أساسية بالنسبة لشباب العالم العربي والإسلامي للتعبير الحر والصريح عن مطالبهم الاجتماعية والسياسية. إذ أضحت أيضا هذه الفضاءات الافتراضية وسائل فعالة تنبئ وتبشر بإحداث تغييرات جذرية في الأنظمة السياسية العربية وتحويلها إلى ثورات حقيقية ضد أشكال الفساد والفقر والقهر وغياب العدالة الاجتماعية ( نماذج تونس ومصر ) لم يعد الآن كذلك من الممكن بالنسبة لأي حاكم عربي تجاهل هذه الفضاءات التواصلية الجديدة، وما يمكن أن تقوم به فعلا من تحويل مطالب الشباب من المجال الافتراضي إلى أرض الواقع ونقلها إلى الشوارع والميادين والساحات العمومية. وكما يمكن الحديث الآن في مصر عن " دولة ميدان التحرير "، صار الحديث كذلك ممكنا عن " دولة الفيسبوك "، قبل أيام أو شهور قليلة فقط، كانت العديد من " العقول " المحنطة بغبائها المحلي، والتي ظلت تعيش خارج الإمكانات والامتدادات الكونية الرهيبة للتكنولوجيا ووسائل التواصل الجديدة، تنعت بنوع من السخرية بعض الشباب والعديد من المبادرات والتظاهرات والإنجازات بنعوت غبية أيضا من قبيل : " عيال الفيسبوك " و " تظاهرات الفيسبوك "... وقد عاش هؤلاء الأغبياء ليروا بأمهات عيونهم التي تعلوها الغشاوة أن " الفيسبوك " قد أصبح دولة وبإمكانه أن يصنع الثورات العظيمة كذلك. وقريبا جدا سيشرع المغاربة في تداول هذا الأمر في أمثالهم الدارجة، ضمن ما يشبه النكتة المحفزة على القوة والمقاومة والتغيير ويقولون لبعضهم : " دير الفيسبوك لا يغلبوك ". -------------- [COLOR=darkblue] * شاعر وناقد فني مغربي (مقيم بتازة)[/COLOR] [URL=http://www.facebook.com/pages/Tazacity-news/287972369156?created#!/profile.php?id=1294038425][COLOR=red]لزيارة صفحته على الفايسبوك [/COLOR][/URL]