فاجعة مؤلمة تلك التي شهدها مركز أولاد افرج التابع ترابيا لإقليم الجديدة، مساء أول أمس الجمعة، حين اقدم أب في منتصف عقده السادس، على إرغام صغاره الثلاثة على شرب الماء الحارق "الما القاطع" مما تسبب لهم في مضاعفات خطيرة استدعت نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الكفيلة بإنقاذهم من موت محقق. إعلان وقام الأب الذي يتحدر من منطقة "حمر" التابعة لإقليم آسفي، والذي يمتهن حرفة التسول في الاسواق الأسبوعية، على هذا الفعل الشنيع تجاه أطفاله الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و7 سنوات، كرد فعل انتقامي تجاه زوجته نتيجة خلافات عائلية. ووجد متطوعون لنقل الأطفال الذين كانوا في حالة صحية حرجة نتيجة تأثير "الما القاطع" على حالتهم الصحية، صعوبة كبيرة في اسعافهم بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، إثر غياب الطاقم الطبي، ليتم نقلهم صوب مصحة خاصة رفضت استقبالهم، وهو ما يعارض مقتضيات القانون الجنائي الذي ينص على تقديم المساعدة لشخص في خطر، ليتقرر نقلهم صوب مستشفى عمومي بمدينة الدارالبيضاء، إلا أنهم فوجئوا بعدم توفر سيارة إسعاف تابعة لمستشفى الجديدة تساعدهم على نقلهم صوب العاصمة الاقتصادية، مما دفع مجموعة من الحاضرين إلى تنظيم عملية اكتتاب لتوفير مصاريف النقل عبر سيارة إسعاف خاصة، وهو ما يلزم فتح تحقيق من طرف وزير الصحة، خالد ايت الطالب، لتحديد المسؤوليات واتخاذ ما يلزم من قرارات في حق كل من ثبت تقصيره في إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الابرياء من موت محقق. إعلان وتجدر الإشارة إلى أن عناصر الدرك الملكي بمركز أولاد افرج تمكنت من اعتقال الأب المشتبه فيه، في أفق عرضه أمام أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة على خلفية ارتكابه جناية محاولة القتل العمد في حق أبنائه.