كادت فاجعة وفاة الطفلة اليتيمة الأب "فرح " أمام المركز الصحي لسيد الزوين الذي كان موصد الأبواب تتكرر في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثلاثاء. تفاصيل الواقعة الجديدة تقول مصادر "كش24″، بدأت فصولها نحو الساعة الثانية عشر من ليلة أول أمس الثلاثاء 15 نونبر الجاري، بدوار أولاد الضو بجماعة لمزوضية التابعة لإقليم شيشاوة، حينما ألم وجع المخاض بامرأة حامل، الأمر الذي دفع بزوجها للإتصال بأحد المستشارين الجماعيين يلتمس منه مساعدته لنقل الحامل إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف، فلم يتوانى المستشار المذكور في الإتصال برئيس المجلس الجماعي لجماعة لمزوضية الذي يقطن بنفس الدوار، غير أن الأخير لم يكن هاتفه يرد بل الأكثر من ذلك أن المستشار لم يفلح في مسعاه حتى عندما طرق أبواب رئيسه ليعود خاوي الوفاض. بعد فشل المستشار الجماعي في توفير سيارة إسعاف لنقل المرأة الحامل، لم يجد زوجها بدا من حملها في سيارة "بيكوب" أحد ساكنة الدوار إلى المركز الصحي لجماعة لوداية الذي امتنع عن استقبالها بدعوى أن حالتها مستعصية وتستلزم نقلها للمستشفى بمراكش، وجد الزوج مرة أخرى نفسه في موقف لايحسد عليه، حيث إضطر للبحث عن سيارة أجرة لإكمال المشوار المضني نحو مراكش دون جدوى. ظل الرجل تضيف مصادرنا، ينتظر بمركز لوداية لغاية الساعة الثانية صباحا والحامل تتلوى من ألم المخاض، فقرر العودة أدراجه للمركز الصحي لجماعة سيد الزوين فأنزل زوجته من سيارة "بيكوب" غير أنه اصطدم بأبواب موصدة. تسمر الرجل في مكانه بعد أن اتكأت زوجته على الجدار الإسمنتي لقاعة الولادة المغلقة، وبدأ يفكر في مخرج لإنقاذ زوجته التي اشتد عليها ألم المخاض والذي زاد منه طول المسافة التي قطعتها من مقر سكناها لغاية مركز اثنين لوداية رجوعا لسيدالزوين، في تلك اللحظة قرر سائق "البيكوب" ربط الإتصال بمنسق اللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبد العزيز الرداد الذي لم يتررد في الإجابة عن الهاتف رغم الوقت المتأخر، حيث سارع للإتصال بسائق سيارة الإسعاف الجماعية لسيد الزوين، أكثر من سبع مرات غير أن الأخير لم يكن يرد رغم أن هاتفه كان يرن. وأكد منسق اللجنة المحلية للجريدة أنه انتقل للمركز الصحي واتصل تلك الليلة بثلاثة مستشارين بالمجلس الجماعي، حاولوا هم أيضا إيقاض سائق سيارة الإسعاف لإنقاذ الحامل الممددة في البرد دون جدوى، فقرر الإتصال بمركز الدرك الملكي الذي دخل على الخط ، حيث استفاق سائق الإسعاف من نومه بعدما أدرك بأن المتصل هذه المرة هو قائد الدرك الملكي، ليتم نقل الحامل أخيرا على الساعة الثالثة صباحا نحو مستشفى إبن طفيل بمراكش. فصول الواقعة المريرة التي عاشتها تلك المرأة لساعات بين تراب ثلاث جماعات قروية تطرح على الجهات المعنية ضرورة النهوض بالمراكز الصحية القروية وتأهيلها لتقوم بدورها على الوجه الأكمل.