ارتفعت الميزانية المخصصة لحماية مدينة طنجة من الفيضانات عبر تهيئة الوديان الأربعة التي تخترق المدينة، من 225 مليون درهم إلى670 مليون درهم، بدخول شركاء جدد في هذا المشروع. وقد جرى التوقيع في هذا الإطار على اتفاقية بين كتابة الدولة في الماء والبيئة ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال وولاية طنجة - تطوان، والجماعة الحضرية لطنجة ومديرية تهيئة الأحواض المائية ووكالة الحوض المائي اللكوس. ويدخل هذا المشروع، الذي يروم تهيئة ضفاف ومجاري أربعة وديان تمر وسط مدينة طنجة، في إطار برنامج التهيئة الحضرية لمدينة طنجة بين سنتي 2009 -2013 ، والذي خصص له غلاف مالي إجمالي بقيمة 46 .2 مليار درهم. وبعد الفيضانات، التي تسببت في أضرار كبيرة في المنطقة الصناعية في أكتوبر الماضي، جرت تعبئة ميزانية بقيمة 350 مليون درهم خصيصا لتهيئة واد امغوغة، بحيث سيخصص 150 مليون درهم منه لتمويل أشغال حفر القناة وزيادة علو وتقوية ضفاف الوادي للرفع من منسوبه. كما سيتطلب مشروع بناء سد للتحكم في سيول وادي امغوغة استثمارا بقيمة 200 مليون درهم، بحيث ستشرف كتابة الدولة في الماء والبيئة على هذه الأشغال. أما 320 مليون درهم المتبقية، فستدبرها وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال بصفة مباشرة لتمويل أشغال توسعة مجاري الوديان الثلاثة الأخرى (الملالح والسواني وليهود) بالإضافة إلى تهيئة ضفاف الوديان لتصبح فضاءات خضراء. وتخترق هذه الوديان الأربعة مدينة طنجة من جنوبها إلى شمالها قبل أن تصب في خليج البوغاز، وغالبا ما تتسبب في فيضانات داخل أحياء المدينة في أوقات هطول زخات مطرية مهمة. وتتمثل أهداف إنجاز برنامج حماية أحياء مدينة طنجة ومناطقها الصناعية، في الحد من فيضانات الوديان ومنع اتساع رقعة التعمير في المناطق المجاورة لها. كما سيتضمن المشروع أيضا جانبا يتعلق بالبيئة، بحيث سيسمح بالتقليل من معدل تلوث مياه الوادي النظيفة بالمياه العادمة والنفايات الصلبة، بالإضافة إلى حماية الملك العام النهري وتحسين وتجميل ضفاف الأودية. وسيساهم إدماج هذه الأنهار في محيطها الحضري، عبر إنشاء مناطق خضراء وفضاءات ترفيهية وإنشاء مسارات تجوال, في معالجة مشكلة الازدحام وقلة المساحات الخضراء في طنجة وبالتالي تحسين جودة الحياة لساكنة المدينة.