انطلقت مساء يوم الخميس من مدينة تطوان فعاليات الدورة الثامنة عشرة لأسابيع الفيلم الاوربي بالمغرب, التي تعتبر من الرموز الثقافية التي تجسد الشراكة بين دول الاتحاد الاوربي والمغرب. وتتبع عشاق الفن السابع في افتتاح الدورة, الذي حضره مسؤولون ومهتمون ورواد للسينما من الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الابيض المتوسط, شريط "بين الجدران" للمخرج الفرنسي لوران كانطي والذي توج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان 2008. ويحكي الفيلم كيفية تعامل أستاذ شاب للغة الفرنسية في فصل صعب مع تلامذته الذين ينحدرون من مختلف الجنسيات خاصة الافريقية والاسيوية , لدرجة أنه يدخل معهم في ملاسنات عنيفة ينتهي أحدها بعراك داخل الفصل وإصابة تلميذة بجروح في وجهها نتيجة التدخل الفض للتلميذ سليمان المالي الذي يصدر في حقه قرار بالطرد النهائي من المؤسسة. ويطرح الفيلم ,في ساعتين و10 دقائق, الصعوبة التي يجدها المراهقون المهاجرون في بلد أجنبي مع تعدد ثقافاتهم وعاداتهم في كيفية التوفيق بين التعلم والاستفادة من هامش الحرية الممنوح لهم للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم, مع الاحترام الواجب لأساتذتهم وزملائهم في فضاء المؤسسة التعليمية. وجدير بالذكر أن برنامج الدورة, المنظمة من طرف مندوبية اللجنة الاوربية بالرباط بتنسيق مع السلطات المغربية وسفارات دول الاتحاد الاوربي ومعاهدها الثقافية بالمغرب ووزارتي الاتصال والثقافة وبشراكة مع المركز السينمائي المغربي, يتضمن عرض عشرة أفلام متميزة في كل من مدن تطوان (22 -31 يناير) والرباط (24 يناير- 2 فبراير) والدار البيضاء (26 يناير - 4 فبراير) ومراكش (28 يناير-6 فبراير). وسيتم بالموازاة مع أسابيع الفيلم الاوربي, التي انطلقت سنة 1991 وتعود إلى مدينة تطوان بعد غيبة طويلة, عرض ستة أشرطة مغربية قصيرة تأكيدا للصحوة التي عرفها الانتاج المغربي في السنوات الاخيرة.