عقد مكتب حركة لكل الديموقراطين لقاء تواصليا بمدينة طنجة يوم الأحد 27 ابريل 2008 .و تندرج هذه المبادرة في إطار اللقاءات من نفس الطبيعة التي برمجتها الجمعية على امتداد التراب الوطني خلال هذه الفترة و حتى منتصف شهر يونيه القادم . .و قد شارك في أشغال الملتقى ضمن حوار مفتوح و رفيع المستوى فعاليات من كل مناطق الشمال الغربي بدءا من تخوم الحسيمة المتوسطية إلى مداشروحواضر إقليم شفشاون والعرائش والقصر الكبير و أصيلا وتطوان والمضيق و طنجة. وبعد أن وقف الجميع دقيقة ترحم على ضحايا فاجعة معمل الأفرشة بالحي الحسني بمدينة البيضاء رحب السيد إلياس العمري باسم اللجنة الجهوية المنظمة لهذا اللقاء بمكتب الجمعية معربا عن أمله بان تشكل مبادرة تأسيس هذه الحركة إجابة مثلى عن انتظارات المغاربة عموما و مواطني الأقاليم الشمالية على وجه الخصوص وسبيلا لتجسيد التصالح الضروري مع مناطق الشمال . بعد ذلك شكلتْ كلمة رئيس الجمعية السيد أحمد اخشيشن أرضيةً تعريفية بهذه المبادرة و أسبابها و الأهداف التي تروم تحقيقها، كما استعرضت الإشكاليات التي تتطلّبُ عملاً مُكثّفًا لكل فعالياتِ البلد، الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها، من أجل الفعل والمبادرة قصد تحقيق المشروع الحداثي الديموقراطي.و أوضح رئيس الجمعية أن هذا المشروع الذي تدافع عنه الدولة أيضا منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم لا يمكن أن ينجح بدون انخراط المجتمع في بلورة معالمه و دعمه و تحصينه و تعميقه . لذا فإن المبادرة تأتي في لحظة تاريخية فريدة وتشكل الأفق الوطني الأنسب لمجتمعنا و السبيل الأفضل للمساهمة في دعم هذا المشروع الوطني. وقد اتّسمت مداخلاتُ الحضور، الذين بلغ عددُهم حوالي 800 بحيوية كبيرة و تضمّنت تساؤلاتٍ وتحليلات، أجمعت كلُّها على ضرورة تجاوزُ سياسات و ممارسات ردّ الفعل، لتحقيق الفعل ، وتلك اليوم ضرورة و مسؤوليةُ تقع على الجميع، وأوضحَ أعضاءُ مكتب الجمعية أن رهاناتِ الحركة هي أكبرُ من حزب وتتضمن أبعادا اجتماعية، ثقافية، تنموية، إعلامية، وغيرِها من الأبعاد ذات الأفق الاستراتيجي التي يتوجّبُ علينا جميعًا أن ننفتح على رهاناتها الخصوصية ونخوضَ العملَ البنّاء في إطارِها وأجمعتْ تدخُّلاتُ أعضاء المكتب في هذا السياق على أنّ من أرادَ الوصول إلى مراكزَ ومواقع و امتيازات ، فلْيعْرِفْ أنّهٍ قد أخطأَ العُنوان ، لأن هذه الحركة يدخُلُها من يُريدُ بالفعل المساهمة في بناءِ الوطن بتفان، وبلا شروط. و في مجال آليات العمل أوضحتْ تدخُّلاتٌ من أعضاءِ المكتب أنّ على فعالياتِ هذه المنطقة، أن تتواصلَ في لقاءاتِ اختصاص، أي لقاءات محلية و قطاعية، لتعميق النقاش حول الإشكاليات التنموية والسياسية والاجتماعية المطروحة، وبحْثِ سُبُل الحلُول، ثم وضعِ خُطط لتحقيق أهدافٍ.يتم الشروع في إنجازها هكذا نكونُ عمليّين، نسيرُ خطوةً خُطوة إلى غاياتنا المشتركة، في ظل ثقافة تشاركية واضحة و محددة لا تنفي الاختلافات و لكنها لا تجعلها معيقة للبناء.و هذا ما أوضحه في كلمته الختامية السيد رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب ومنسق الجهة الشمالية . كان النقاشُ غنيًّا من حيثُ التّساؤلاتُ والمعلومات، وكلُّها أجمعتْ على ضرورة الرّؤية إلى المستقبل بعقلية جديدة، تختلفُ اختلافًا جذريًّا عن منهجياتٍ سلبية طالما عملتْ بها مكونات أخرى فأنتجت العقم و التراجع.وأكد خلاله الجميع على ضرورة تغيير العقليات، كي يكون العملُ السياسي في خدمة الإنسان المغربي، لا عملاً موسميّا مرتبطًا بالانتخابات. ودعت "حركة كلّ الديمقراطيين"، من خلال لقاء طنجة، إلى تخليق الأفكار الإيجابية لإثراء المشهد السياسي المغربي، حتى تكون السياسةُ بالفعل مرتبطة بالمصلحة العامة. و حتى تتحول الأفكار الإيجابية إلى مشروعٍ مجتمعي، في إطار عملٍ مُشترَك مؤهَّلٍ يجعل من المغربِ بلدا يتسع لكل أبنائه . و أكد الجميع واجب العمل من أجل ترجمة الحُلْم الديمقراطي إلى أرض الواقع، بما في ذلك عبر الانتخابات، فها هو استحقاقٌ انتخابي على الأبواب، يحمل رهانات المشاركة الواسعة و قطع الطريق على خلايا الفساد، وعلى أية نزْعةٍ مُعاديةٍ للعملِ الديمقراطي.و تلتزم الحركة على فتوة نشأتها أن ترفع تحدياته