خلدت مدينة البوغاز، اليوم الاثنين، الذكرى ال 71 للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 أبريل من سنة 1947، والتي شكلت لحظة فارقة في مسيرة النضال من أجل استقلال المغرب والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وبهذه المناسبة، أقامت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حفلا خاصا، تيمز بحضور والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، محمد اليعقوبي، والسلطات المدنية والقضائية والعسكرية والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، بفناء حدائق المندوبية تميز بمراسيم رفع العلم الوطني، وتكريم ثلة من المقاومين، بالإضافة إلى افتتاح الفضاء المتحفي للمقاومة. وأبرز المتدخلون أهمية "زيارة الوحدة التاريخية" التي قام بها أب الأمة لمدينة طنجة رفقة ولي عهده آنذاك، المغفور له الحسن الثاني، حيث كانت مدينة البوغاز تخضع لنظام الحماية الدولي، لرفع التحدي ضد القوى الاستعمارية والجهر رسميا بإرادة وعزم المملكة لاستعادة حريتها واستقلالها والتأكيد على وحدة المملكة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها. وخلال كلمة ألقاها المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري تخليدا لهذه الذكرى الغالية، أبرز البعد الرمزي القوي لهذا الحدث، الذي بصم على واحدة من الصفحات المجيدة من تاريخ المغرب، وعكس وحدة صف الشعب المغربي والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب، للمطالبة بالاستقلال والحفاظ على وحدة الأمة. كما أبرز الكثيري أهمية هذا الحدث التاريخي في نضال الشعب المغربي من أجل الحرية والوحدة الترابية للمملكة، وتثبيت الهوية المغربية وانتماء المغرب إلى العالم العربي والإسلامي ،مشيرا إلى أن هذا الاحتفال يشكل مناسبة للإشادة بتفاني وتضحيات أبطال حركة المقاومة الوطنية، بقيادة محرر البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. وأضاف الكثيري أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان هذا الحدث الملحمي كان مبادرة مدروسة ومقدامة، على اعتبار أن البعد الرمزي لمدينة طنجة، التي كانت تخضع آنذاك لنظام الحماية الدولي، شكل منطلق صدى عالمي للخطاب الخالد الذي ألقاه الملك الراحل يوم 9 ابريل من سنة 1947. وذكر الكثيري بأن القوى الاستعمارية، والتي كانت على بينة من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها مصالحها بسبب زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس، عمدت إلى محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل ، بل تعدت ذلك الى ارتكاب مجزرة شنيعة بمدينة الدارالبيضاء يوم 7 أبريل 1947 بالدارالبيضاء. وأشار الكثيري إلى أن ممارسات القوى الاستعمارية لم تزد جلالة المغفور له محمد الخامس إلا إصرارا وعزما، والذي قام بزيارة مواساة إلى أسر الضحايا قبل أن ينطلق متوجها نحو شمال المغرب حيث خط طريق الحرية والاستقلال. وأشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمناسبة الى الجهود التي ما فتئت تبذلها المندوبية السامية للحفاظ على ذاكرة حقبة مجيدة من المقاومة والنضال من أجل الاستقلال ،وكذا من أجل تكريس روح المواطنة والتعريف بالحقائق التاريخية لهذه الفترة المجيدة خاصة في أوساط الأجيال الشابة الصاعدة .كما سلمت مساعدات مالية ومنح لدعم الأنشطة المدرة للدخل والعمل الاجتماعي لفائدة بعض افراد اسرة المقاومة وجيش التحرير. واختتم الحفل بتكريم عشرة من المقاومين المنحدرين من مدينة طنجة، حيث سلم درع تكريمي إلى ذوي حقوقهم، بالإضافة إلى توزيع مساعدات مالية على بعض الأفراد من أسرة المقاومة وجيش التحرير.