جرى بعد صلاة ظهر اليوم الأربعاء، بمقبرة الشهداء بالرباط تشييع جنازة الصحافي عبد الله الستوكي، الذي وافته المنية صبيحة يوم أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز 76 سنة. فبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، شيع جثمان الفقيد بحضور العديد من الوجوه الصحفية والإعلامية التي تقاسم معها الراحل تجربته المهنية، إلى جانب أفراد من عائلته وزعماء أحزاب سياسية. وبهذه المناسبة، أكد عدد من الصحافيين في تصريحات للقناة الإخبارية (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رحيل المرحوم الستوكي "خسارة فادحة للمشهد الإعلامي الوطني". وسجلوا أن الفقيد كان وراء تأسيس العديد من الصحف الوطنية، طيلة مسار حافل بالتجارب والدروس"، معتبرين أن سيرة الراحل ملهمة للأجيال اللاحقة. وأكدوا أن الراحل ظل طوال حياته شغوف ا بالقراءة والكتابة والتعلم المستمر، "فحتى وهو على فراش المرض كان يواظب على متابعة آخر الأخبار وآخر الإصدارات، وهذا درس جوهري لمهنة الصحفي". ويعتبر المرحوم عبد الله الستوكي المزداد سنة 1946 بمراكش. من أعمدة الصحافة المغربية التي تلقى مبادئها منذ صغره، من خلال العمل الميداني،وكانت بداياته مع الصحافة الحزبية. وساهم الراحل، الذي كان قد تولى رئاسة الجمعية العامة لاتحاد الصحافة الفرانكفونية خلال سنوات الثمانينات، في انبثاق عدد من العناوين المغربية. وكانت خطواته الأولى في الصحافة الحزبية، وبالتحديد، الحزب الشيوعي المغربي، ثم مجلة (لاماليف) و(أنفاس). وبعد مرور بوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث تولى مجموعة من الوظائف، أشرف قيدوم الصحفيين المغاربة على إدارة مجموعة من الجرائد الوطنية، حيث ساهم في تكوين عدد كبير من الصحفيين المغاربة. وقد أسس الراحل سنة 1978، يوميتي (المغرب) باللغة الفرنسية، و(الميثاق الوطني) باللغة العربية، اللتين تم إطلاقهما بتزامن مع تأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار. وكانت له أيضا اهتمامات وانشغالات أخرى، ومن ذلك تأسيسه دارا للنشر، وعشقه للكتابة المسرحية، ودوره في تكوين جيل كامل من الإعلاميين المغاربة، واشتغل بدواوين وزارية، ضمنها ديوان الوزير الأول الاسبق أحمد عصمان. كما عمل الراحل جاهدا، خلال نصف قرن من مساره المهني، من أجل تطوير الصحافة المكتوبة بالمغرب وتحسين الوضعية المادية للصحفيين.