تعقد جامعة عبد المالك السعدي، اليوم الأربعاء، جلسة إنصات ومشاورة مع الفاعلين الاقتصاديين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة حول المخطط الوطني لتحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030). ويأتي عقد هذا اللقاء بهدف إشراك الفاعلين الاقتصاديين في فرز نموذج جامعي جديد منخرط في التنمية الاقتصادية للجهة وللمملكة ككل، وأيضا لتلقي الآراء والمقترحات المرتبطة بتقوية اندماج الجامعة في محيطها الاقتصادي والمساهمة في تطويره عبر استعمال كفاءاتها البشرية والعلمية والمعرفية. وأبرز رئيس الجامعة، بوشتى المومني، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لقاء اليوم مخصص للتشاور مع القطاع المنتج بالجهة، ويندرج في إطار اللقاءات التشاورية المنظمة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق عقد المناظرات الجهوية للجامعة المرتقبة يوم 26 مارس الجاري. وأشار إلى أن اللقاءات تستمد فلسفتها من النموذج التنموي الجديد الذي قدم بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يحث على التقائية وتشارك جميع القطاعات من أجل تأهيل منظومة التربية والتعليم العالي ووضع بحث علمي منتج ومتطور يستجيب لسوق الشغل، والعمل على صياغة نموذج للتعليم العالي يتماشى ومتطلبات سوق الشغل والحاجات لتأهيل الطلبة وخريجي الجامعة للاندماج في النسيج الاقتصادي. واعتبر المومني أن هذه اللقاءات "جد مهمة" وستمكن الجامعة من التوصل لاقتراحات وتوصيات ستساهم في تحسين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وتكريس مكانة الجامعة باعتبارها قاطرة للتنمية جهويا، مشددا على أهمية ملائمة التكوينات الجامعية بحاجيات سوق الشغل، والمساهمة الفعالة في التطور السوسيو-اقتصادي للجهة عبر مواكبة منظومة البحث العلمي وتعزيز بيئة الابتكار الجهوية بفضل تضافر جهود مختلف الأطراف المتدخلة. من جانبه، سجل رئيس المجلس الجهوي لهيئة الخبراء المحاسبين، نافع أكورام، أن الفاعلين الاقتصاديين بالجهة يشاركون في جلسات الإنصات والمشاورة التي تنظمها جامعة عبد المالك السعدي من أجل صياغة نموذج جديد للجامعة يتماشى وخلاصات النموذج التنموي الجديد، مبرزا أن الفاعلين سيقدمون اقتراحات لتحسين فعالية الجامعة في تكوين أطر وكفاءات تتماشى وحاجات سوق الشغل وانتظارات مختلف القطاعات على مستوى الجهة. وكانت جامعة عبد المالك السعدي قد أطلقت، في فبراير الماضي، برنامجا لجلسات الإنصات والمشاورة حول المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك بمشاركة مختلف شركاء الجامعة على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، لفسح المجال لجميع الفعاليات الجامعية من أساتذة باحثين وإداريين وتقنيين وطلبة وممثلي القطاعات الشريكة من أجل المساهمة باقتراحاتهم وتصوراتهم حول النموذج الجديد للجامعة المغربية. يذكر أنه لتسريع اندماج المغرب في مجتمع المعرفة وبغية إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية، يرتكز المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على أربعة محاور مهيكلة، تتمثل في إصلاح بيداغوجي شامل ومندمج، وبحث علمي بمعايير دولية، ومنظومة حكامة ناجعة وفعالة ودور محوري للمجالات الترابية من حيث الابتكار ، وخلق القيمة المضافة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، من خلال مساهمة الجميع. ويهدف المخطط الوطني إلى إرساء مجموعة من المبادئ داخل منظومة التعليم العالي، وتتمثل في الشفافية والمصداقية، والأخلاقيات والنزاهة، والتميز والتمكين، وتكافؤ الفرص والإنصاف والانفتاح والقدرة على التأقلم. كما يستند المخطط الوطني على مجموعة من القيم وعلى تعبئة جميع الفاعلين حول رؤية مشتركة بهدف النهوض بالجامعة المغربية والمنظومة ككل.