شهد مركز حراسة الفوج التاسع والأربعين التابع للقوات المسلحة الملكية، الأسبوع الماضي، بضواحي العرائش، حالة استنفار أمني قصوى، بعد محاولة عصابة السطو عليه، في حدود الخامسة صباحا، الخبر جاء في يومية الصباح عدد الثلاثاء. وأوضحت اليومية، أنه بعد مواجهات عنيفة، أسقطت عناصر الفوج برشاشاتها ستة مهاجمين بجروح متفاوتة خطيرة، نقلوا على إثرها إلى كل من المستشفى العسكري بالرباط، والمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة. وحسب الأبحاث التي قامت بها الضابطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، والوكيل العام بطنجة، فوجئت عناصر الحراسة بهجوم مباغت في الصباح الباكر، وبعدها أطلقت إنذارا بكلمة سر عبارة عن رمز لمعرفة هوية المهاجمين، فيما لم يرد عليها أي شخص بالرمز السري المتداول بين الجنود، فحاول الجناة الدخول إلى مقر الحراسة والاستلاء على الأسلحة النارية بالقوة، وبعد مواجهات عنيفة، أطلقت العناصر نفسها الرصاص ما دفع الجناة إلى الفرار. وقالت اليومية إن ضباط سامون من القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بالرباط، وقائد الحامية العسكرية بطنجة، انتقلوا إلى مكان الحادث مرفوقين بعناصر الدرك الملكي، التي باشرت أبحاثا جنائية بالتنسيق مع الأمن الإقليمي بالعرائش حددت من خلالها هوية 50 متورطا في الهجوم على مركز حرس الحدود بغرض الاستيلاء على أسلحة نارية وتكبيل العناصر والفرار على متن قارب نحو إسبانيا بغرض الهجرة السرية، كما أظهرت التحقيقات أن العقول المدبرة ذات سوابق. وحسب اليومية فقد استمع المركز القضائي للدرك الملكي بطنجة إلى المصابين بعد تماثلهم للشفاء، تم من خلال أقوالهم تحديد هويات العناصر المتورطة التي لاذ عدد منها بالفرار نحو وجهة مجهولة، كما أوقف آخرين أحيلو على الوكيل العام للملك بعاصمة البوغاز بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية ومحاولة تحريد موظفين عموميين من أسلحتهم والعنف في حقهم ومحاولة الهجرة السرية. واستنادا لليومية فقد أظهرت التحريات التي باشرها المحققون مع جنود الحراسة، أنهم كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس، كما اقتنعت النيابة العامة بالمحكمة العسكرية بالرباط، أن العناصر الخاضعة للتنظيم العسكري طبقت التعليمات العسكرية، بعدما اقتنعت عناصر الضابطة القضائية أن استعمال السلاح الناري كان بباب المركز، وأنه في حال عدم استخدامه كانت العصابة ستسطو عليه. خطة الهجوم الفاشل استنتج المحققون أن المتورطون انطلقوا من سواحل العرائش وخوفا من ملاحقتهم من قبل أمن المنطقة، توجهوا نحو منطقة غير بعيدة عن أصيلة، وبعدها تيقن مدبروا العملية أنهم سيسقطون في أيدي عناصر المركز، وجهت تعليمات لباقي المرشحين بمساعدتهم في الهجوم على مركز الحراسة الحدودي، بغرض الاستيلاء على الأسلحة النارية وتكبيل عناصر الحراسة وبعدها الإبحار نحو اسبانيا.