من أصيلة: موسم أصيلة الثقافي الدولي، ليس حكرا فقط على الكبار من الساسة والمثقفين والفنانين، ولكن للصغار أيضا حضورهم القوي في أنشطة هذا المنتدى، الذي يفتح سنويا اوراشا خاصة أمام الأطفال المبدعين ليسرحوا بخيالهم ويمتطوا صهوة الفن والإبداع في مختلف المجالات. مرسم الطفل الذي ترأس الامين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، مراسيم افتتاحه مساء الاثنين 18 غشت، بفضاء قصر الثقافة، هو أحد هذه الأوراش التي يصر من خلالها الموسم الثقافي الدولي على التذكير بان بدايته قبل أزيد من ثلاثة عقود ونصف، كانت بمساهمات بسيطة من طرف أطفال أصبحوا اليوم فاعلين رئيسيين في الدفع بعجلة هذه التظاهرة التي يعول على استمرارها على يد أطفال الذين يرفلون بإبداعاتهم ولمساتهم الفنية وسط عوالم الفن بأصيلة. وتستهوي أشغال مرسم الطفل بشكل سنوي، العشرات من الأطفال من داخل أصيلة وخارجها، بل ومن خارج المغرب أيضا، من أمثال "كيبرال" ذو الثانية عشر من العمر، وهو طفل إنجليزي مقيم في العاصمة البريطانية لندن، لكنه استغل هذه السنة مقامه مع عائلته في أصيلة لتأثيث مرسم الأطفال بقصر الريسوني، ببعض ما افرزته مخيلته وإبداعاته. أميمنة، طفلة مغربية في التاسعة من العمر، جاءت إلى أصيلة قادمة من مدينة العرائش. تعبر أميمة عن سعادتها بنجاحها في إخراج عمل فني إلى الوجود، بناء على إرشادات مؤطرها الذي شنف أسماعها ثناء وإطراءا على ما أنجزته هذه الفنانة الكتكوتة، التي وجدت في منتدى أصيلة فضاءا ملائما للتعبير عما تختزنه قريحتتها من مشاريع فنية يمكن أن تتصدر في يوم من الأيام مصاف اعمال فنية كبرى. داخل قاعة بقصر الريسوني، يطلق اطفال موسم أصيلة، العنان مخيلتهم، التي سرعان ما سيتمخض عنها لوحات تشكيلية تعبر عن أفق التفكير لدى هؤلاء المبدعين الصغار، الذين يثابرون على بناء مستقبل لهم في ساحة الفن التشكيلي، وبالتالي تكريس مقومات الاستمرار لموسم ثقافي دشنته إبداعات صغيرة قبل أن يتحول إلى واحد من أهم الملتقيات الثقافية والفنية والفكرية في العالم. أمام مشهد رقصات أطفال في باحة قصر الريسوني، يتابع عدد من الفنانين التشكيليين من مختلف بلدان العالم، جوانب من ورشة الرسم التي أثثتها إبداعات صغيرة، مشاهد ربما ربما جعلت بعضهم يسرح بذاكرته مستحضرا بدايته الأولى في عالم الفن التشكيلي، وبالتالي زادته يقينا أن هناك أشياء وأفعال مهما انحسرت بساطتها وصغرها، فإنه يمكن أن يتم صياغتها في حكاية تاريخية خالدة.