- محمد عادل التاطو : شن المفكر المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد هجوما شديد اللهجة على ثلاث دول عربية اعتبرها صاحبة الاقتراح والمبادرة في العدوان الصهيوني على غزة، وقال أبو زيد أن كل من السعودية ومصر والأردن خططوا للمؤامرة ضد أهل غزة بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس باعتبارها جزءاً من مشروع الإخوان المسلمين الذي تتم مُحاربته بكل الوسائل في المنطقة بعد الانقلاب العسكري في مصر، وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من تنفذ عمليات القتل ضد أطفال ونساء غزة من خلال أسلحتها التي تستعملها قوات الاحتلال الصهيونية. ودعا أبو زيد، في محاضرة ألقاها ليلة أمس الثلاثاء بمدينة تطوان تحت موضوع "واقع الأمة الإسلامية، التحديات والرهانات" من تنظيم الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح، (دعا) إلى ضرورة مقاطعة المنتوجات الأمريكية كخيار استراتيجي في هذه الظرفية رغم ما يقوله البعض من عدم جدوى هذه الخطوة، واعتبر المقاطعة جزءاً من مشروع المقاومة في الأمة، كما تحدث الإدريسي بتفصيل عن إنجازات المقاومة الفلسطينية بغزة بقيادة كتائب القسام وما حققته من إبداعات عسكرية نوعية جعلت الصهاينة يعيشون حالة هستيرية من الرعب ويراجعون حساباتهم، خاصة أمام العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف جنودهم ومستوطنيهم حسب تعبيره. النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية قال في سياق متصل أن الأمة الإسلامية تتعرض لأكبر هجمة على كيانها ووجودها على مختلف الأصعدة والمجالات القيمية والثقافية.. مبرزاً عددا من المعطيات والمؤشرات التي تعزز موقفه، وشبه أبو زيد وضع الأمة الحالي بكلمة "الشبح" باعتبار الضعف والهزل الذي تعيشه، وفوبيا الخوف من المسلمين، لكن الإدريسي قال في هذا السياق أنه ورغم كل المخططات الغربية المدروسة لمحاربة المسلمين وقيمهم، إلا أن المؤشرات والدراسات والإحصاءات تؤكد أن الوضع القيمي والثقافي وحتى الديموغرافي لدى الدول الإسلامية هو الأصح والأقوى، حسب قوله. كما شدد المفكر الإسلامي المغربي على أن الإهانة التي يتعرض لها المسلمون على مختلف الأصعدة دليل على خوف الغرب من صعود الأمة مجددا كقوة حضارية كبرى، خاصة وأن الغرب حالياً لم يعد ينتج الأفكار كما كان عليه الحال في القرون السابقة، حسب تعبير أبو زيد. وفي رده على تساؤل لأحد الحاضرين في المحاضرة التي اُقيمت بقصر السعادة بتطوان والتي امتدت إلى حدود الساعة الواحدة فجراً ، قال أبو زيد إن أفضل وسيلة لقيادة دول الربيع العربي إلى بر الأمان هي بناء حوار حقيقي بين مختلف المكونات الوطنية والأيديولوجيا، وأضاف أن أكبر ما يعرقل التوافقات الوطنية في البلاد العربية هي دخول أطراف خارجية على الخط، وأردف قائلا "كما صبروا على الربيع حتى انقلب خريفا، يجب أن نصبر على الخريف حتى يصبح ربيعا مجددا" وذلك في إشارة منه إلى قوى الردة على الربيع العربي.