: بالرغم من حداثة سنه وقصر تجربته في مجال الإمامة، لم يجد حمزة الدامج، أي عقبات أمام تبوء مكانة مرموقة بين أقرانه من القراء والمرتلين الذين سبقوه في الميدان بسنوات طويلة، فبشكل يومي يستقطب حمزة الذي لم يتجاوز سنه السابعة عشر، أعدادا غفيرة من المصلين الذين يفدون إلى مسجد المسيرة بحي الجيراري بطنجة، للاستمتاع بتلاوات رخيمة من آيات الله البينات. هو من مواليد سنة 1997، بدأ مشوار حفظ كتاب الله عندما كان عمره عشر سنوات، تحقيقا لرغبة والديه في ابن حافظ للقرآن الكريم، حيث التحق بأحد الكتاتيب القرآنية في حي الوردة (حي بنديبان)، وحفظ القرآن على يد الشيخ عبد السلام العمراني، الذي يحسب له تخرج أعداد كبيرة من حفظة كتاب الله عز وجل على يديه. بعد أن أكمل حمزة حفظ وتدقيق الأحزاب الستين من القرآن الكريم، انصرف اهتمامه إلى دراسة باقي العلوم القرآنية والعلوم الشرعية الأخرى، وهكذا التحق بمدرسة النور بحي عزيب قدور، حيث درس على يد الشيخ محمد الهبطي، الذي يتولى أيضا مهمة إمامة مسجد المسيرة، حيث يحيي حمزة سنة تراويح شهر رمضان يوميا قبل فترة أذان الفجر. أثبت حمزة تألقه في مباريات ومسابقات عديدة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، من بينها المسابقة السنوية التي تنظمها القناة الثانية بمناسبة شهر رمضان المبارك، استطاع خلالها أن يتبوأ المرتبة الثالثة ضمن ألمع المقرئين الذين تألقوا في هذه المناسبة. بالرغم من أن أمامه مشوارا طويلا فيما يتعلق بدراسة العلوم الشرعية بمختلف تفرعاتها، فإن طموحات حمزة الدامج سبقت سنه بكثير، فهو لا يخفي أمنيته أن يصبح يوما ما أستاذا للتربية الإسلامية، بالنظر لما ستفتحه له هذه المهمة من أفاق للدعوة إلى الله، حسب ما يعتقد. تتسارع أيام وليالي شهر رمضان المبارك، ويواكبها حمزة بتلاوات يومية خلال صلاة التراويح في فترة الثلث الأخير من الليل، تلاوات تهتز لها أفئدة الأعداد الغفيرة من المصلين، الذين لم يمنع بعضهم بعد محلات سكناهم عن مسجد المسيرة، من التوافد عليه، من أجل قيام ما تبقى من الليل على إيقاع الصوت الرخيم لهذا القارئ الصاعد الذي يثير الخشوع ويحفز المومن على تدبر آيات الله المحكمات.