خلص المشاركون في المنتدى الدولي للمدن العتيقة، الذي احتضنته مدينة طنجة خلال الفترة ما بين 24 و26 أبريل 2014، إلى دعوة المجتمع الدولي إلى فرض الحماية للمناطق الأثرية في مناطق النزاعات، لا سيما في فلسطين وسوريا والعراق. وأجمع ممثلو الدول ال 38 المشاركة في هذا المنتدى الذي اختتمت فعالياته يوم السبت، عبر "نداء طنجة"، إلى حماية الآثار الفلسطينية والتصدي لمحاولات الطمس والتهويد التي تقوم بها حكومة الإحتلال الإسرائيلي، لا سيما بخصوص تراث مدينة القدس الشريف. كما دعا "نداء طنجة"، إلى حماية التراث في مناطق النزاعات الأخرى، مثل مالي وسوريا والعراق وأفغانستان، مع ضرورة العمل على استعادة ما تم نهبه من آثار وتحف نادرة. من جهة أخرى، وجه المشاركون في المنتدى، دعوة من خلال الوثيقة نفسها، إلى بلورة مخطط متوسطي للإهتمام بالتراث، مع التأكيد على أهمية تقوية آليات الشراكة والتعاون من أجل حماية المواقع التراثية والتاريخية، وتوحيد التدخل في المدن العتيقة عبر إحدث مؤسسة عمومية تعنى بالحفاظ على هذه المدن وترميمها. ولم يفت الموقعون على "نداء طنجة" الإشادة بالمبادرات التي يرفع لواءها الملك محمد السادس، فيما يخص المحافظة على التراث، وهو ما جسده مشروع "طنجة الكبرى". وفي هذا الإطار، اعتبرت الوثيقة، أن مدينة طنجة باتت تشكل مركزا للتعاون جنوب وشمال وعلى كافة المستويات والأبعاد، بالنظر إلى موقع مدينة البوغاز بين القارة الإفريقية والأوربية. وعرفت أشغال المنتدى الدولي للمدن العتيقة، المنظم من طرف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة والجماعة الحضرية لطنجة، تحت شعار" التراث فرص ورهانات التنمية المستدامة"، عقد جلستين عامتين حول موضوع "التراث والتنمية المستدامة"، كما تميزت أنشطة المنتدى بتنظيم أربع ورشات تتعلق ب"السياسات العمومية لإنعاش التراث كمحرك للتنمية المستدامة" و"آليات التعاون والشراكة والتضامن لحماية التراث" و"خدمات وتنمية المدن المتوسطية .. المدن التراثية للقرن الواحد والعشرين"، ثم ورشة "أي مستقبل للتراث بالمناطق في وضعية أزمة ؟"، فيما ستناقش الجلسة الثانية موضوع "التنمية المستدامة في إفريقيا".