حالة من الهدوء الحذر والترقب الشديد طبعا أجواء منطقة بني مكادة منذ صباح يوم الإثنين، بعد يوم مشحون باحتجاجات العشرات من سكان حي أرض الدولة، على إثر اعتقال أحد المطلوبين للعدالة ينحدر من نفس الحي. وبدا العديد من أصحاب المحلات التجارية بشارع مولاي سليمان، مترددين في مباشرة أعمالهم بالشكل المعتاد، تحسبا لما قد تحمله الساعات القادمة من عودة المحتجين إلى الشارع وعرقلة حركة السير وما يصاحب ذلك من تأثيرات على الحركة التجارية، فضلا عن مخاوفهم من اندلاع أعمال شغب. وكانت الأجواء في المنطقة، قد اتسمت مساء يوم الأحد بحالة من التوتر جراء احتجاجات قادها عناصر من أتباع التيار "السلفي"، الذين قاموا بقطع الطريق العمومية في وجه حركة السير باستعمال حاويات القمامة، كما قاموا بتنفيذ مسيرات ذهابا وإيابا من وإلى قرب الحامية العسكرية ببني مكادة، وذلك في محاولة منهم على ما يبدو استدراج القوات الأمنية التي كانت مرابطة بساحة المغرب. وحسب مصادر عليمة، فإن هذا الشكل "الاحتجاجي"، جاء على إثر قيام فرقة أمنية خاصة في ساعة مبكرة من صباح نفس اليوم، باعتقال أحد الأشخاص المطلوبين لأجهزة الشرطة، ويتعلق الأمر بعنصر محسوب على التيار "السلفي" تتهمه الأجهزة الأمنية بالوقوف وراء الفوضى التي تعرفها منطقة بني مكادة، من خلال تطاوله على الملك العمومي والتصرف فيه عبر توزيع مساحات من الشارع على الباعة المتجولين مقابل مبالغ مالية تصل إلى 1500 درهم شهريا. كما يواجه المعني بالأمر كذلك، اتهامات تتعلق بضلوعه في مواجهات مع القوات العمومية خلال تداخلاتها بالمنطقة لتحرير الملك العام أو ملاحقة تجار المخدرات. وجاءت هذه الأجواء الأمنية المتوترة، بعد ساعات من وقوع مواجهات عنيفة بين عناصر مسلحة من حي أرض الدولة والقوات العمومية، خلال عملية مداهمة قامت بها هذا الأخيرة لأوكار بعض تجار المخدرات. ووجدت القوات الأمنية نفسها مضطرة لاستعمال أعيرة نارية، كما استعانت بعناصر من فرقة أمنية خاصة "كوماندوز"، للسيطرة على هذه المواجهات التي وصفت ب"العنيفة".