الصورة: أحد المهاجرين الأفارقة الذين أصيبوا بالرصاص المطاطي في الرأس كشف يوم الجمعة، 28 مهاجرا من دول جنوب الصحراء نجوا من كارثة 6 فبراير بسبتة عن خروقات الحرس المدني الاسباني حيث اعترفوا أن هذا الأخير هو من تسبب في مقتل 15 افريقيا من جنوب الصحراء. وقال الناجون الذين حاورتهم وسائل اعلام اسبانية مختلفة أن الحرس المدني استعمل الرصاص المطاطي وقام بقنص عدد كبير من الأفارقة في أماكن حساسة في الجسد، خاصة في الرأس والوجه عندما كانوا يحاولون دخول سبتة سباحة. وأضاف المتحدثون أن الحرس المدني لم يكتفي بالرصاص المطاطي واستعمل إلى جانب ذلك غاز الكروموجين بكثافة تسبب في اغماء العديد منهم، ومنهم من غرق بسبب الاغماء وفارق الحياة. وكشف هؤلاء الأفارقة بأسف كبير أن باخرتين كانتا تحرسان الحدود بين سبتة والمغرب لم تقدم أية مساعدة للأفارقة الذين أصيبوا بغاز الكروموجين ولم يستجيبوا لنداء استغاثتهم وتركوهم يلقون حتفهم غرقا، مضيفين أنهم كان بإمكان انقاذ حياة العديد منهم لو كانوا قد تدخلوا قبل فوات الأوان. ولم يقف العنف حسب أقوال هؤلاء الناجين عند هذا الحد بل تعداه إلى شاطئ سبتة حيث أطلق الحرس المدني الرصاص المطاطي على أزيد من عشرين منهم ممن وصلوا إلى شاطئ سبتة وقد تم اصابة أحدهم في حنجرته وأردته قتيلا هناك، إضافة إلى العنف الجسدي الذي تعرضوا إليه. وقد خلقت تصريحات هؤلاء الأفارقة جدلا كبيرا في اسبانيا إذ طالبت العديد من الجمعيات الحقوقية الاسبانية إلى محاسبة أفراد الحرس المدني الذين تسببوا في هذه "الجرائم الفضيعة" حسب تعبير وسائل الاعلام الاسبانية، فيما خرج أمس المئات من سكان سبتة يدافعون عن الحرس المدني ويطالبون بعدم محاسبته.