قدمت الرسامة والكاتبة الإسبانية كونسويلو هيرنناديز، الاثنين ب "البيت العربي" في مدريد، كتابها المعنون ب "أون سيناريو إن رويناس (مشهد في حالة خراب): نداء فني وأدبي لإعادة الحياة لمسرح سيرفانطيس الكبير بطنجة". وبهذه المناسبة، أوضحت المؤلفة أن الغاية المتوخاة من نشر هذا العمل هي "إنقاذ مسرح سيرفانطيس الكبير في طنجة المهدد بالانهيار، وكذا تحسيس المقاولات والفاعلين السياسيين بإسبانيا والمغرب بأهمية وضرورة الحفاظ على هذه المعلمة" التاريخية. وقالت كونسويلو هيرنناديز، التي أقامت طيلة عقد من الزمن في مدينة البوغاز، "لقد قمنا بالعديد من الخطوات وقدمنا مجموعة من المبادرات من أجل ترميم وإعادة تأهيل هذه المعلمة التي شيدت في سنة 1911، لكن دون جدوى". وأضافت هذه الرسامة والكاتبة، التي نشرت عملها بتعاون مع الشاعر والناقد والمترجم المغربي مزوار الإدريسي والروائي سانتياغو مارتن غيريرو، أن الكتاب يشكل "دعوة" صريحة لتشجيع السلطات على تقديم مشروع يعيد تأهيل هذه البناية المهددة بالدمار. وأردفت كونسويلو، التي تعاونت في إخراج هذا المؤلف، أيضا، مع الروائي والكاتب المسرحي خيسوس كارازو مارتن، أنه بعد مائة سنة على تشييد هذه التحفة التي تشهد على فن العمارة الإسبانية في القرن العشرين بطنجة، بدأت "تتداعى، ما قد يهدد هذا الفضاء متعدد الثقافات بالاختفاء". وواصلت كونسيولو، التي تجهر ب"هيامها بعروس الشمال طنجة"، أن من المبادرات التحسيسية التي أطلقت للحفاظ على هذا التراث المعماري عريضة على الأنترنيت تطالب سلطات البلدين بحماية هذا المسرح الذي صممه الإسباني دييغو خيمينيز والذي يتسع ل1400 متفرج. كما أكدت المبدعة الإسبانية، التي رافقها في هذا اللقاء مزوار الإدريسي والصحافي الإسباني دومينغو ديل بينتو غوتييريز الخبير بالعالم العربي الإسلامي والذي أقام هو الآخر لسنوات بطنجة، أن "أمورا كثيرة تبقى ناقصة، لكنه من الممكن ضمان ألا يقع هذا الفضاء متعدد الثقافات في غياهب النسيان". وسطعت على خشبة هذا المسرح أسماء كثيرة منها أنطونيو كاروسو والباريتون تيتو روفو، كما قدمت بها مجموعة من العروض ك"عطيل" و"روميو وجولييت". وشهد، أيضا، العديد من التظاهرات المناهضة لفرانكو قبل إغلاقه في 1962، ثم تحوله لقاعة للمصارعة وبعدها إلى سينما. ومن بين المبادرات التي رامت، أيضا، إنقاذ هذه التحفة المعمارية من الانهيار تأسيس ثلة من سكان طنجة لجمعية في غشت 2011 توخت ترميم وإعادة تأهيل هذا المبنى الذي شيده تاجر إسباني يدعى مانويل بينا وأهداه لزوجته اسبيرانزا أوريانا التي كانت مغرمة بالمسرح.