تحتضن قاعة العروض التابعة لمعهد سيرفانتس بطنجة حاليا معرضا يلامس تاريخ مسرح سرفانتس، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه. ويقدم المعرض، الذي سيستمر الى غاية 12 يناير المقبل وهو عبارة عن صور حديثة للمسرح، الذي يوجد منذ عقود من الزمن في وضعية مزرية، إبداعات المصور الفوتوغرافي دانيال آرون، فضلا عن العديد من الوثائق التي تواكب تاريخ هذه المعلمة الفنية، والتي قام بجمعها وتوثيقها الباحث الإسباني برنابي لوبيز غارسيا، المسؤول عن تنظيم هذا المعرض. وقال برنابي لوبيز غارسيا، في كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، أن هذا الحدث يتناول مختلف المراحل والفترات الزمنية التي مر منها المسرح منذ تأسيسه وبنائه بمبادرة من مانويل بينيا وزوجته اسبيرانزا أوريانا، مرورا عبر بداية مرحلة إغلاقه تدريجيا منذ سبعينيات القرن المضي، والى غاية آخر نشاط احتضنه، وهو معرض للصور بعنوان "طنجة بالأسود والأبيض" في عام 1993. وأبرز لوبيز غارسيا ان المسرح يؤرخ لقصة الهجرة الاسبانية التي عاشتها مدينة طنجة في أوائل القرن العشرين، وهو شاهد عيان ايضا على التقارب الثقافي والتاريخ المشترك بين المغرب و إسبانيا، داعيا الى ترميم وإعادة تأهيل هذه الذاكرة التاريخية من خلال مشروع ثقافي حقيقي، لا يقوم فقط على ترميم بنيات المسرح بل يتعدى ذلك ليضمن تدبير هذه المنشأة الفنية مستقبلا. من جهته، أعرب القنصل العام لإسبانيا بطنجة أرتورو ريغ تابيا عن الأمل في أن يتم إعادة الروح لهذه المعلمة التاريخية وتحقيق نهضة أخرى لهذه المنشاة الثقافية الهامة، التي كانت واحدة من أهم المواقع الثقافية لمدينة البوغاز، مضيفا أن "إعادة التوهج لهذه المعلمة الثقافية ونفض غبار النسيان عنها لن يتأتى إلا بتضافر جهود مختلف الجهات المعنية ودعم القطاعين العام والخاص". من جانبه، أكد عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، أن تخليد الذكرى المئوية لانشاء مسرح سرفانتس يعتبر فرصة للتفكير مجددا ومليا حول كيفية إحياء هذا الموقع الثقافي حتى يستعيد مكانته في الساحة الثقافية والفنية المحلية والوطنية. وأشار في هذا الصدد إلى أن المشروع الاستراتيجي "طنجة الكبرى" الذي أطلق مؤخرا لتنمية مدينة البوغاز، يخصص موارد مهمة لإعادة تأهيل المباني التاريخية، مضيفا أن مسألة التمويل لن تكون عائقا من الآن من أجل تأهيل هذه البنية الثقافية الراقية، داعيا الجانب الاسباني إلى التفكير مع المتدخلين المغاربة في مشروع يرمي إلى ترميم وإعادة تأهيل المسرح تلبية لتطلعات ساكنة المدينة. وكان المسرح "غران تياترو سيرفانتس"، الذي أبدع هندسته المعمارية الاسباني دييغو خيمينيث، قد شيد أواخر سنة 1913، وشكل مر عقود من الزمن أكبر وأرقى معلمة فنية في شمال افريقيا، والذي استضاف خلال فترة توهجه أشهر الفرق المسرحية ومشاهير الفنانين من أوروبا والعالم العربي.