بعد أيام قليلة، يلتئم شمل عشاق الفن الملتزم بمدينة طنجة، لمعانقة طلعة ألمع نجوم هذا الجنس الفني على المستو الوطني والدولي، وذلك في إطار الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمديح والسماع، الذي تنظمه مؤسسة "مولديات البوغاز"، ما بين 20 و 22 فبراير الجاري. المهرجان الذي تحتضنه مدينة طنجة تحت شعار "دروس وعبر من مولد خير البشر"، لم يعد مجرد لحظات عابرة في الخارطة الزمنية للتظاهرات الفنية التي تحتضنها المدينة، فمنذ انطلاقة هذه التظاهرة في صيغتها الاولى "مولديات طنجة" قبل أربع سنوات، باتت تشكل موعدا سنويا يترقبه سكان طنجة وعموم المغاربة كلما هبت نسائم ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الذكرى التي ينهل المهرجان من معانيها العظيمة، حسب المنظمين. ويرى مختلف المتتبعين، أن هذه المكانة التي استطاع مهرجان "مولديات البوغاز" أن يتبوأها خلال هذه الفترة القصيرة من عمره، ما كانت لتكون لولا حرص المنظمين على انتقاء العروض الفنية التي يتطلع إليها عشاق الفن الملتزم، فمنذ الإنطلاقة الأولى، ظل المهرجان موعدا سنويا تعانق فيه مدينة طنجة طلعة رواد الفن الملتزم من شتى أصنافه. وتشكل دورة هذه السنة، موعدا لأقوى العروض الفنية، بالنظر إلى الإختيارات التي يقترحها المنظمون، وعلى رأسها إسمين فنيين كبيرين هما ماهر زين ولطفي بوشناق، ومن خلال هذين الاسمين فقط يمكن استشراف حجم الإقبال المنتظر على المهرجان الذي ستحتضنه القاعة المغطاة الزياتن، الأمر الذي جعل اللجنة المنظمة تفكر في التطلع إلى فضاء أوسع لأنشطة دورة العام المقبل. وهذه ليست المرة الأولى التي يعانق فيها محبو المديح والسماع بطنجة لنجوم عالميين من خلال هذا المهرجان، ففي آخر دورات هذه التظاهرة في صيغتها الأولى "مولديات طنجة" سنة 2012، كان موعد الجمهور مع عملاق الإنشاد الديني محمد الحلو، المشهور بأدائه لمقطوعة "ليالي الحلمية". كما سبق للمهرجان أن استهل مسيرته باستضافة الفنان المصري محمد ثورت، إلى جانب أسماء عديدة لم يغب من بينها العنصر المحلي والوطني، وإنما شكل مكونا أساسيا لإنجاح دورات هذه التظاهرة.