ترسوا بميناء طنجة بين الفينة والأخرى باخرات عملاقة بطول ناطحات السحاب تغريك بالنظر إليها والتسلل إلى داخلها ولم لا أخذ صورة تذكارية معها ، تختلف أسمائها كما تختلف جنسيات ركابها ، ومع كل باخرة جديدة تطير كاميرة القناة الثانية لتغطية الحدث فيأتي في قصاصة الأخبار على لسان مقدمها وليس مقدم الحومة طبعا الخبر التالي : حلت بميناء طنجة باخرة عملاقة تحمل ما لاعين رأت ولا أذن سمعت سربا من الحمام عفوا من السياح من جنسيات أوربية مختلفة. قصاصة القناة الثانية شبيهة بمن يتوقف عند قوله سبحانه : ولا تقربوا الصلاة ، فعلى ما يبدو تأخذ تصريحات السياح بمجرد نزولهم من سلاليم الباخرة حيث غالبا مايكون جواب السياح بدون إسثتناء الطقس جميل ‼ ولو أخذ ت التصريحات من بعد عودتهم من زيارة المدينة ربما سيتغير الطقس في نظرهم ‼ ليس القناة الثانية وحدها من تتوقف عند الأية سالفة الذكر بل حتى الوزارة الوصية على القطاع تتوقف عندها، فتأتينا بأرقام عدد السياح الوافدين على المغرب تفوق من يزورون تركيا وبرج خليفة سنويا ، مما يثير في بعض الأحيان الحيرة و الدوخة ، إذا كان الشغل الشاغل للوزارة هي عدد رؤوس السياح بغض الطرف عن جيوبهم فإن العاملين في القطاع همهم من الرؤوس على إختلاف ألوانها من يحرك العجلة (الدورة الإقتصادية ) فلا معنى لباخرة تحمل ببطنها سكان دولة وكلهم مفلسين –حازقين- لا يخلفون ورائهم دينار ولاقطميرا، بل الصدقة تجوز في حقهم بالله عليكم هل هذه سياحة ؟ هل السائح الذي يسيح في الأرض وبيده اليمنى خبز واليسرى زيتون أسود وكأن لسان حاله- هادشي لي عطى الله- هل هذا الرأس تحسبه الوزارة من السياح الوافدين الذين يشغلون الأسرة (الأفرشة) ‼ هل السائح الذي يرفض أن يرافقه مرشد سياحي معتمد من لدن الوزارة - لايتوفر على التقاعد- في جولته السياحية تعتبرها الوزارة سياحة ‼ بل في بعض الأحيان يمتنع ركاب الباخرة العملاقة المزعومة-السراب- عن بكرة أبيهم من أخذ مرشدين سياحيين أوحتى الركوب في الحافلات السياحية أو الطاكسيات فهل هذه سياحية ‼ وفي الفترة الأخيرة ظهرت سياحة التسول حيث يعمد إثنين أو ثلاث سياح في الغالب على العزف والرقص إستعطافا لجيوب للمارة فهل هذه سياحة يأكل الناس منها ويشربون ويتناسلون ، هل هؤلاء تصنفهم الوزارة وافدين وتضعهم في رؤيتها المستقبلية ،هذا دون ذكر السياح الذين يتخذون من الكنائس منتجعات سياحية وماخفي كان أعظم مايجب أن يقال هو أن الإحصائيات الرسمية التي نسمعها والبواخر العملاقة التي نشاهدها بحجم الجبال شيء ، والواقع شيء أخر مجرد سراب يحسبه الظمأن ماءا.