لطالما تمنينا أن تعهد أمور إعادة ترميم مسرح سيرفانتيس إلى شركة غير وهمية، علنا نستشف قليلا من عبق التاريخ المسرحي لشكسبير ولمن وطأت أقدامه خشبة المسرح... لكن يبدو أن القادم من الأيام ستنبث عمارة هناك ...فلتبنى... مسرح محمد الحداد بالقرب من عمالة الفحص أنجرة وصلته العدوى لكن كيف؟؟؟ كل الفعاليات الثقافية بالمدينة كانت تشدو علينا سيمفونية ضرورة أن يتم بناء فضاء مسرحي بطنجة، المدينة التي... والتي... والتي أصبحت قطبا اقتصاديا عالميا في مجالات عديدة... يحدث هذا أمام المكروفون... لكن اليوم مسرح محمد الحداد، وها قد تم تدشينه منذ حوالي سنتين، و تم إلحاق أجود معدات التكنولوجيا الحديثة من صوت وقمطر فني متميز، مشروع يعيش اليوم موتا إكلينيكيا قد يؤدي به العبث وعدم الاهتمام إلى الزوال النهائي، ما لم يتم انقاد هذه المعلمة الثقافية بضخ دماء جديدة فيه، وأعني توجيه أنشطة ثقافية لتقام في فضاءاته الواسعة كل مرة.
مسرح محمد الحداد أنشئ بتكلفة فاقت 8 مليون درهم على مساحة تناهز 750 متر مربع وتحتوي قاعة عرض المسرح البلدي محمد الحداد على 500 مقعد، بينما تصل مساحة الخشبة إلى 73 متر مربع، فيما يحتوي على قاعة للتداريب، وقاعة للمكياج، وقاعة لتغيير الملابس، وقاعة مخصصة لمكتبة سمعية بصرية (في طور التجهيز بالكتب والأدوات المخصصة لها)، وقاعة للورشات، بالإضافة إلى قاعة المحافظة المخصصة لإدارة المسرح كالإضاءة والصوت والعرض السينمائي ....كما يتوفر المسرح على نظام حماية من الحرائق متطور يعمل بأشعة الليزر، يغطي كافة أرجاء قاعات المسرح، ونظام جد محكم خاص بقاعة العروض. وقد احتضن المسرح مجموعة من الورشات في إعداد الممثلين، وتقنيات البث، وتقنيات التصوير، شاركت فيها كل من النقابة المغربية لمحترفي المسرح لجهة طنجة - تطوان، والمركز المتوسطي للفنون المستهدفة، وجمعية الملتقى بطنجة، وجمعية Escales، والعديد من الفعاليات الثقافية بالمدينة لكنها تبقى محدودة وبمجهود فردي من مدير المؤسسة.
إلا أن الأدوار المنيطة به لحد الآن تبقى قاصرة، وذلك بسبب غياب الاهتمام بالنشاط المسرحي من طرف القائمين على الشأن الثقافي بطنجة وكذلك لغياب أبسط الوسائل اللوجيستيكية بهذه المعلمة بدءا بمكتب يليق بمدير المؤسسة، وانتهاءا بقاعة العرض والتي بدا اليوم وكأنها تحاول توجيه رسالة عاجلة إلى كل القائمين على الشأن المحلي للمدينة تستجديهم لعل وعسى أن تصدح فيها يوما من جديد إيقاعات عصا مسرحية أو يقام بها مهرجان أو تحتضن أمسية فنية أو صبيحة أطفال أو سهرة متنوعة... ووفق ما علم مؤخرا فان عبد الغني لعميري مدير المسرح وجه أكثر من رسالة عاجلة إلى كافة المسئولين الذين تبنوا بقدرة قادر الدفاع عن الموروث الثقافي لطنجة والذين حولوا في الحقيقة بوصلة ثقافتهم إلى اتجاه إسبانيا وفرنسا، وكأن مسرح كمحمد الحداد أقيم فقط للتصدي للزخات المطرية بحي العوامة...
رجاءا فمثل هكذا عبث سيعجل هذا قمة الضحك على الذقون.....؟؟؟؟برحيل معلمة ثقافية ليس بها لا هاتف ولا أوراق بيضاء ولا ربط بشبكة الانترنيت، أليس هذا قمة الضحك على الذقون.....؟؟؟؟