أفادت مصادر مطلعة أن مجلس مدينة طنجة يتجه إلى الإعلان الرسمي عن فشل تفويت صفقة النقل الحضري للشركة الإسبانية "رويز" بعد الانتقادات الواسعة التي صاحبت الصفقة، وكشفت ذات المصادر أن المجلس وجد نفسه أمام امتحان حقيقي بين خيارين يا إما إتمام الصفقة رغم كل الانتقادات والفضائح التي صاحبت شركة "رويز" المالكة لغالبية أسهم شركة "أوطاسا" التي تدير القطاع إلى حدود اليوم، أو إلغائها وترضية الرأي العام الطنجاوي وتكبد خسارات أخرى مالية وسياسية حسب ذات المصادر. الصفقة التي كان من المفترض أن يتم الإعلان الرسمي عن فوز شركة "رويز" بها كانت جريدة "الأخبار" قد كشفت في شهر فبراير الماضي عن إمكانية التراجع عنها بعد نشر تحقيق يؤكد تورط الشركة في تلاعبات مالية وتجاوزات في التسيير وتهريب الأموال بناء على وثائق رسمية حصلت عليها الأخبار من داخل كواليس الشركة الإسبانية التي تسير القطاع بالمدينة منذ العام 2001، تجاوزات عززها تقرير المجلس الأعلى للحسابات لعام 2011 وهو التقرير الذي حمل مسؤولية الاختلالات لمجلس مدينة طنجة الذي اعتبره التقرير مقصرا في الرقابة التي يلزمه القانون بأجرأتها في حق شركات التدبير المفوض العاملة في المدينة وعلى رأسها شركتا "أمانديس" و"اوطاسا". أصابع الاتهام توجهت نحو مجلس المدينة الذي يقوده فؤاد العماري عن حزب الأصالة والمعاصرة عندما أعلن للرأي العام أن شركة "رويز" تمكنت من الفوز بصفقة تدبير قطاع النقل بالمدينة خلفا لشركة "أوطاسا" لتكشف المعطيات والوثائق التي حصلت عليها الأخبار أن شركة "رويز" خلفت نفسها ولم تغادر أوطاسا عاصمة البوغاز كما كان متوقعا وكما روج له مسؤولو المدينة، حينها سيجد المجلس نفسه في مأزق للمرة الثانية بعد رفض وزارة الداخلية المصادقة على تفويت الصفقة لذات الشركة تحت اسم ثالث "شركة النقل سالامنكا" في الصيف الماضي. مصادر مختلفة أسرت للأخبار أن الصفقة أصبحت في حكم "المحال" بعد انكشاف حقيقة الشركة الإسبانية التي استفادت من ملايير الدراهم كلها مغربية مع تحويل أموال "الدعم" السنوي التي تمنحها وزارة الداخلية للشركة المذكورة إلى حسابات خاصة بالمساهمين وفي مقدمتهم "رويز" الذي يملك 58% من رأسمال "أوطاسا"، وأفادت مصادر الأخبار أن الحديث عن اقتراب موعد الانتخابات الجماعية بدوره حرك الفاعلين السياسيين والمنتخبين لتحريك مثل هذه الملفات بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه سكان المدينة لهذه القطاعات وتصاعد حدة الاحتجاجات التي هاجمت مرارا تدبير فريق العمري للشأن المحلي بعاصمة الشمال وهي المرحلة التي لم تعرف تغييرات كبيرة رغم الوعود التي كان العمدة قد أطلقها مع بداية ولايته خلفا لسمير عبد المولى الذي تحول في اتجاه حزب العدالة والتنمية وتوارى عن الأنظار بعد مسلسل المشاكل التي تعانيها شركة النقل البحري "كواماناف-كوماريت" التي يملكها. *عن جريدة الأخبار