حزنت كثيرا عندما بلغ إلى علمي أن شركة أوطاسا ستغادرنا، لم أتمالك أعصابي وخرجت وحدي للاحتجاج على رحيل هذه الشركة الجميلة التي اعتدنا على حافلاتها الخضراء، ولمن أراد أن ينضم إلي في المسيرة التي سأنظمها اتجاه مقر مجلس المدينة للمطالبة بعودة الشركة لابد أن يتقيد بشرط أساسي لن أقبل التنازل عنه مهما حصل، شرطي هو ارتداء لباس أخضر وتذكرة رحلة واحدة على الأقل كعربون محبة لهذه الشركة الودودة. أنا أحب هذه الشركة لذلك تدخلت لدى جهات عليا لتراجع قرارها بشأن عدم التجديد لأوطاسا، وبالفعل نجحت في محاولاتي لأنني شخص مهم ولي علاقات واسعة مع صانعي القرار ليس في طنجة فقط بل في الرباط، رغم أني اضطررت إلى تقديم بعض التنازلات وقبلت بتغيير لون الحافلات من الأخضر إلى الأزرق وهي رغبة سكان طنجة الذين اختاروا هذا اللون في استفتاء شعبي نزيه دعا إليه عمدة المدينة، الآن بإمكاننا أن نطمئن لقد عادت أوطاسا إلى طنجة رغم تغيير طفيف في الاسم واللون، حيث أن الشركة لم تتحمل حزننا لفراقها وانتزعت الصفقة من أيدي الكائدين والعذل بعد أن تفوقت على كل الخصوم وأسقطت الجماني بالضربة القاضية رغم أني تحفظت في البداية على الاسم الجديد "رويز" قبل أن تتلاشى مخاوفي بعدا أن اكتشفت أن رويز يملك 58% من رأسمال أوطاسا لذلك لا تنزعجوا واركبوا الحافلات الجديدة مرتاحي البال، أعرف أنكم جميعا تنتظرون بشوق عارم ذلك اليوم الذي ستركبون فيه حافلات رويز وستتسابقون لاستقبال أوطاسا الجديدة وستشكرون مجلس المدينة على اختياراته التي يستمدها من أحلامكم قبل أن تجهروا بها. وزارة الداخلية بدورها تعرف أننا في طنجة نحب أوطاسا لذلك كانت تمنحها منحة سنوية بقيمة 500 مليون سنتيم ترسلها الشركة إلى البنوك الإسبانية، وحتى يثبت لنا مجلس مدينتنا الرقيق أن أوطاسا وحدها من يستطيع تحملنا ورعايتنا فتحت باب المنافسة أمام كل الشركات التي ترغب في تدبير النقل الحضري بطنجة وبعد منافسة شاقة للغاية فازت شركة رويز المالكة لأوطاسا بالصفقة وهزمت كل الأعداء المتربصين بمدينتنا الجميلة، مع التزامها بالحفاظ على معالم أوطاسا. الآن نحن في أيدي أمينة سنركب الحافلات مقابل أربعة دراهم للرحلة فقط، وسنستقبل أوطاسا من جديد بعد تغيير الاسم إلى رويز بالورود وستصطف النساء في طوابير والأطفال سيرددون الأناشيد بهذا النصر العظيم وتتحقق كل أحلامنا الطوبيسية، وربما تحترق بعض الحافلات حفاظا على عادة حافلات أوطاسا التي تحترق من أجلنا مثل الشمع، وسيبقى بعض سائقي الحافلات متشبثين بالمقود وسنلعب الرالي مثل الخليجيين ونحن نرقص من شدة السرعة.