ما يزال سكان عدد من أحياء مدينة طنجة في حالة انتظار قرارات يتم بموجبها إعادة افتتاح مجموعة من المساجد المغلقة منذ مدة طويلة. فمع تخليد المغرب لليوم الوطني للمساجد، الذي يصادف اليوم السابع بعد ذكرى المولد النبوي، يستمر إغلاق 12 مسجدا على صعيد مدينة طنجة، من طرف المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدعوى ترميم 11 منها، حسبما أعلن عنه بشكل رسمي في حينه، فيما ما تزال ملابسات إغلاق المسجد الثاني عشر، ويتعلق الامر بمسجد الأندلس، غير واضحة. ويثير استمرار العمل بهذا القرار، حفيظة السكان الذين عبروا في اكثر من مناسبة عن استيائهم وخيبة أملهم من عدم تنفيذ الوعود المتكررة المقدمة للسكان المجاورين للمساجد المشمولة بالإغلاق بمبشارة عملية الإصلاح داخل آجال محددة وإعادة فتحها في وجوه المصلين. 11 مسجد مغلق بدعوى الترميم في 10 غشت 2011، أعلنت المندوبية الجهوية لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، عن إغلاق عدد من المساجد بجهة طنجةتطوان، من بينها 11 مسجدا، من أجل إعادة البناء أو القيام بأشغال التهيئة والترميم، حسب تعبير الجهة المذكورة. وكان محمد المرابط، المندوب الجهوي للوزارة، قد صرح حينها في هذا الصدد، بان هذا الإجراء قد تم اتخاذه حفاظا على سلامة المصلين، موضحا أنه في انتظار فتح المساجد المغلقة تم تهيئة فضاءات للصلاة بعدد من الأحياء، وذلك بالاتفاق مع الساكنة. لكن وقائع إغلاق بعض هذه المساجد، تؤكد أن الساكنة هي آخر من كان يتم الرجوع إليها لاخذ مشورتهم في الموضوع، مثلما حصل مع مسجد "السانية" الذي تم استصدار قرار هدمه، علما أنه على غرار المساجد الأخرى لم يكن يتطلب إلا عملية إصلاح وتثبيت جوانبه بدعامات أسمنتية جراء ما لحقه من أضرار وتصدعات خفيفة بسبب الأشغال المنجزة على مقربة منه من طرف إحدى المقاولات المكلفة ببناء عمارة تابعة لأحد المنعشين العقاريين الذي وعد أكثر من مرة بتعويض السكان عن المسجد الذي افتقدوه في ظروف غامضة ، من خلال طرح تصميم لمسجد جديد سيقام على أنقاضه مع إدخال تعديل على المساحة. مسجد الأندلس.. أو المسجد رقم 12 وفي احد أيام شهر شتنبر من السنة الماضية استيقظ سكان مقاطعة السواني على وقع خبر "غريب"، يتعلق بإقداممندوبية وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامي بإضافة مسجد الاندلس الواقع بحي للا الشافية، وهي الخطوة التي لم ترى لها الساكنة أي تفسير منطقي، خصوصا وأن الجهة المعنية لم تبدي في بادئ الامر أي تبرير مثلما فعلت بالنسبة لبقية المساجد التي أغلقتها قبل ثلاث سنوات. "غموض" موقف مندوبية الاوقاف، تسبب في حالة من التوجس من الدافع الحقيقي لهذه الخطوة في صفوف المواطنين، الذين تداولوا "إشاعات" تدل على قلق كبير بشان مستقبل هذا المسجد الذي يستقطب أعدادا كبيرة من سكان مختلف أحياء مقاطعة السواني. حالة التوجس هذه، حاول المندوب الجهوي للأوقاف محمد المرابط، التقليل من شانها عبر تاكيده في اتصال هاتفي مع "طنجة 24"، أن "خطوة الإغلاق جاءت بعدما أظهرت تقارير ودراسات أن المسجد بات يشكل خطرا على المصلين الذين يرتادونه بشكل مكثف يومي". وهو التصريح الذي لم يستسغه عدد كبير من المواطنين الذين أصروا على "أن المسجد في حالة جيدة وليس هناك داع لأي إصلاحات"، يقول عدد من سكان حي للا الشافية. الوزارة عاجزة انتظار الساكنة لإعادة افتتاح المساجد المغلقة ستطول أكثر، حسب ما يؤكده فاعلون جمعيوين من مدينة طنجة، وذلك بسبب عجز مصالح وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية القيام بمفردها بمهمة ترميم هذه المساجد. وقد عبرت إدارة الأوقاف أكثر من مرة عن استحالة إنجازها لهذه المهمة والاستجابة لمطالب الساكنة . وطالبت من جهتها إشراك المجالس المنتخبة وكل قوى المجتمع في القيام بالجهد المشترك من أجل التعاون على توفير الدعم الكافي لتغطية مصاريف الإصلاحات في إطار الشراكة. وإضافة إلى هذا العجز، يسجل المتتبعون، عدم تجاوب المصالح الوزارية المعنية مع مبادرات المحسنين لم يتم استيعابها بجدية وإدماجها في إطار مشروع موحد يهدف إلى تحقيق هذه الغاية .