يبدو أن أجهزة السلطات المحلية مصرة على منع أنشطة الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، بعدما قامت بإنزال تعزيزات كبيرة لعناصر قوات الأمن تحسبا لأي مواجهة مع سكان عدة أحياء بمقاطعة السواني الذين بدوا هم الآخرون متشبثين بتنظيم طقوس الاحتفالات السنوية. وقد عرفت المنطقة منذ منتصف يوم الأربعاء حالة من الترقب والاستنفار الكبير في صفوف عناصر أجهزة السلطة المحلية من أجل منع هذه الاحتفالات التي تنظمها عادة جماعة العدل والإحسان التي تعتبرها السلطة "تنظيما غير معترف به"، حيث قامت بتطويق محيط مسجد ابن خلدون الذي كان من المنتظر أن تنطلق من أمامه طقوس الاحتفالات. وسادت حالة من الاحتقان في صفوف سكان هذه الأحياء الذين عبروا عن استنكارهم واستغرابهم لما رأوه استمرار "توجس سلطات المدينة من احتفالات يفترض أنها تجمع كافة أطياف الشعب المغربي الذين اعتادوا على إحياء ذكرى مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم". إصرار أجهزة السلطات المحلية على منع أي نشاط احتفالي وما يقابله من تحدي من جانب السكان المنتمين في أغلبهم لصفوف جماعة العدل والإحسان "المحظورة" بمنطق السلطة، ينذر حسب العديد من المتتبعين بتطور الأمور إلى ما تحمد عقباه، خاصة ان هذه هي المرة الأولى منذ سنوات، التي تعاود فيها الأجهزة العمومية إحياء سياستها المناهضة للاحتفالات التي تنظمها جماعة العدل والإحسان.