منعت سلطات ولاية طنجة، أول أمس الأربعاء، بالقوة، منتسبين لجماعة العدل والإحسان، من نصب خيمتين في مقاطعة السواني بطنجة، للاحتفال بذكرى المولد النبوي، كما جرت عليه العادة كل سنة، ما دفع منتسبي الجماعة والمتعاطفين معها، مدعومين بسكان الأحياء الشعبية، إلى تحويل نشاطهم إلى تجمع احتفالي كبير في الفضاء العام. وشرع شباب الجماعة ومجموعة من سكان حي بلجيكا وشارع أطلس في الإعداد لأمسيتهم الاحتفالية منذ بداية الأسبوع، حيث كانت الأمور تسير بشكل عادي إلى غاية زوال أول أمس الأربعاء، حيث انتقل قائد المنطقة، مرفوقا بمجموعة من أعوان السلطة (المقدمين)، إلى حي بلجيكا، مطالبين شباب الجماعة بتوقيف الاستعدادات، وأبدوا رفضهم التام لإقامة الخيمة التي كان من المفروض أن تنصب أمام مسجد ابن خلدون، حيث تنظم الاحتفالات سنويا. وحسب مصدر من جماعة العدل والإحسان، فإن المنظمين فوجئوا، بعد مدة قصيرة من النقاش مع أعوان السلطة، بقدوم مسؤولين أمنيين بارزين في طنجة، من بينهم نائب والي الأمن، الذين شددوا على ضرورة نزع الخيمة مع إمكانية الاستمرار في الحفل، وقام 3 أفراد من اللجنة التنظيمية للاحتفال بالتحاور مع ممثلي السلطة، موضحين أن الحفل ليس له طابع سياسي وأن جل ما يردد فيه هو القرآن الكريم والأمداح النبوية، مضيفين أن الخيمة تقام أيضا لتحمي المشاركين في الحفل من الظروف المناخية المتقلبة في طنجة. وصعدت السلطات المحلية لهجتها باستدعاء 4 شاحنات ممتلئة بعناصر التدخل السريع، الذين توزعوا حول المكان، وكانوا يرتدون خوذات ويحملون دروعا واقية استعدادا للمواجهة، كما حضر بعض عمال البلدية لإزالة الخيمة بالقوة، ليخرج المئات من سكان الأحياء الشعبية إلى الفضاء العام للتنديد بتدخل السلطة، غير أنهم تجنبوا الشعارات السياسية وظلوا يرددون أمداحا نبوية. وتكرر السيناريو نفسه بعد ساعات قليلة في شارع أطلس، حيث رفضت السلطات إقامة خيمة للاحتفال فوق بقعة أرضية محاذية للشارع العام. وكرد فعل على ذلك، تابعت اللجنة التنظيمية احتفالاتها بمسيرة من مسجد طارق بن زياد في منطقة كاسابراطا، الذي يعد أحد أكبر مساجد طنجة، عوض الانطلاق من مسجد صغير وسط الحي القريب من مكان إقامة الحفل، كما كان عليه الأمر في السنوات السابقة. وشارك سكان شارع أطلس بكثافة في احتفال المولد النبوي هذه السنة، ورددوا في مسيرتهم نحو مكان الاحتفال أمداحا نبوية فقط، فيما رفع المنتسبون إلى جماعة العدل والإحسان لافتات وألوية تحمل اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، ونصبت مكبرات الصوت وسط الأحياء التي صدحت بالقراءات القرآنية والأمداح. ويذكر أن مقاطعة السواني وتحديدا حي بلجيكا وشارع أطلس، يعدان من أهم معاقل الجماعة وسط الأحياء الشعبية لطنجة.