الشعب يريد الحياة الكريمة و االحرية و العدالة بمعناها القضائي و الاجتماعي ، و الدولة تريد الاستقرار و التنمية و التقدم و استخلاص الضرائب و استرجاع الأموال المنهوبة و رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران يريد محاربة الفساد و الاستبداد لكنه لا يريد تقديم ناهبي المال العام للعدالة و طمأن مجرمي المال العام بعفى الله عما سلف. فالسيد عبد الإله بنكيران نعرف نواياه الحسنة لكن تدبير مرافق الدولة و اتخاذ القرارات المناسبة يتطلب الجرأة و التصدي لكل ما يسيء للشعب و الدولة ، و بتصريحه عفا الله عما سلف فتح المجال لكبار المفسدين و صغارهم للتمادي في السطو على المال و الممتلكات العامة و الخاصة على حد سواء ، و هناك مثلا داخل عائلات وجد بعض أفرادها متنفسا للسطو على الإرث الذي يشترك فيه مجموعة من الورثة لأجل الإغتناء السريع في غياب الردع القضائي و هشاشة هيبة الدولة الناتج عن الارتخاء في تطبيق القانون ونصرة الظالمين على المظلومين في أحايين كثيرة من خلال استغلال النفوذ أو الإرشاء أثناء مراحل البحث و التقاضي . لا يمكن إلا أن أقول عودة السيبا بطرق حديثة حيث الإلتفاف على القانون من خلال تصيد الثغرات القانونية من أجل النصب و الاحتيال على الورثة أو التلاعب في الصفقات العمومية أو الاستيلاء على المناطق الخضراء ... إن الكرامة الانسانية للمواطن و ممارسته لحقوقه في إطار الحرية و الحق في التعبير عن الرأي و تحقيق العدل في المجتمع عن طريق القضاء العادل و وضع مشاريع و مخططات تنموية للوصول إلى عدالة اجتماعية و تكافؤ الفرص. ننتظر من رئيس الحكومة أن يعطي أوامره لإرجاع أكثر من 15 مليار دولار منهوبة من المال العام من صناديق الدولة طيلة ثلاث عقود من الزمن و هي تغني المغرب عن جلب مليار و نصف من الديون من الخارج سيدفع ثمنها الشعب المغربي بالتقسيط عبر سنوات . لا ينبغي أن تنطبق مقولة عفا الله عما سلف على كبار مختلسي المال العام ، و هذا لا يمنع من التساهل مع أصحاب الشركات و المعامل لأداء ضرائبهم بكيفية لا تؤدي إلى إفلاسها عبر تمديد مدة أداء الضريبة . الشعب في طنجة يريد ربط المسؤولية بالمحاسبة و العقاب في تدبير الشأن العام بالجماعات الحضرية و القروية و في المصالح الخارجية للقطاعات الوزارية ، و الشعب بطنجة يريد أن يطمئن أن حقوقه المدنية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية محفوظة و أن ممتلكاته و إرثه مصون من النصابين و المحتالين و لو من ذوي القربى ، الشعب يريد أن ترفع عنه السيبة و ينجى من مخالبها الجديدة التي تستعمل الثغرات القانونية كأذرع للنصب و الاحتيال و الإغتناء السريع .