تباينت آراء عدد من الفعاليات الجمعوية التي حضرت اللقاء التواصلي حول تدبير قطاع النظافة، المنظم من طرف الجماعة الحضرية لطنجة مؤخرا، حيث اعتبر متدخلون ان مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تكون نواة لمقاربة تشاورية التي تروج لها رئاسة المجلس الجماعي، وبين منتقد لهذه اللقاءات على لقاءات مماثلة ظلت هذه المقاربة التشاركية حسب العديد من المتدخلين، عبارة عن "ذر للرماد في العيون" وفي هذا السياق يرى الفاعل الجمعوي حسن الحداد، عن تكتل جمعيات طنجة الكبرى، أن المقاربة التشاركية، يجب أن تكون من خلال يوم دراسي موسع، يتم فيه الوقوف على خروقات شركة النافة العاملة حاليا ودفتر تحملاته. وشدد الحداد، على ضرورة مراعاة دفتر التحملات المرتقب لخصوصيات مدينة طنجة وأيضا الترسانة القانونية الدولية التي صادق المغرب عليها في مجال تدبير النفايات، بدل الاستمرار في طرح هذا الموضوع من منظور معزول يعيد انتاج نفس الواقع، ويبقي المدينة رهينة وضع بيئي لا يليق بها. من جانبه، يرى عماد بنوه، رئيس جمعية "بناة الغد"، أن نجاح التجربة القادمة في مجال تدبير قطاع النظافة بمدينة طنجة، ممكن في حال تطبيق مقترح دفتر التحملات كما هو، مما سيجعله مشروعا نموذجيا سيقتدى به في المدن الأخرى. وانتقد الفاعل الجمعوي ضمن حديثه، تغييب المجتمع المدني عن لجنة تتبع اعمال الشركة المفوض لها تدبير النظافة، وطالب بإشراك الفعاليات الناشطة في قطاعات مثل البيئة والصحة. وتعليقا على مجمل هذه المواقف المتباينة، يرى عمدة المدينة فؤاد العماري، أن هذه اللقاءات التي دأبت الجماعة الحضرية على تنظيمها منذ تشكيل مجلسها الحالي، حيث يأتي هذا اللقاء من اجل بناء تصور حول تدبير قطاع النظافة في مدينة طنجة. واعتبر العمدة ان هذا اللقاء الذي سيعقبه تنظيم يوم دراسي نهاية يناير القادم، حرص على استقاء جميع الآراء "بما فيها الآراء الجارحة"، من أجل تحقيق الهدف الأساسي، وهو الاستماع إلى جميع وجهات النظر حول الموضوع "لأن النظافة هو شان الجميع وليس شان أغلبية او معارضة او فعاليات جمعوية".