انعقد بقصر البلدية بالجماعة الحضرية لمدينة طنجة، أمس الاثنين، يوما دراسيا حول النقل الحضري بواسطة الحافلات، تحت عنوان "أي ميثاق لتحسين خدمات النقل الحضري بواسطة الحافلات بطنجة"؟. وقد افتتح أشغال هذا اليوم نائب الرئيس المكلف بالملف، وحضره عمدة المدينة والمنتخبين إلى جانب ممثل عن المديرية العامة للجماعات المحلية، إضافة إلى الممثلين القطاعيين والترابيين للمصالح الخارجية بالمدينة، وكذا ممثلين عن المجتمع المدني والحقل الأكاديمي والعلمي بالمدينة وبالجهة، ونساء ورجال الإعلام المحلي والوطني. و نظم اليوم الدراسي على شكل جلستين: خصصت الجلسة الصباحية لتقديم قراءات مقارنة من الناحية الأكاديمية بخصوص مسألة النقل الحضري بواسطة الحافلات داخل الوسط الحضري وكذا التجارب المغربية في هذا الخصوص والتي قدمت من طرف الفاعلين في هذا الميدان. وبعد الانتهاء من العروض، أعطيت الكلمة للشركاء وللحضور لإبداء الرأي وتقديم الاقتراحات والتوصيات، بغية الخروج بورقة طريق تعتمد كمرجع وكميثاق حكماتي في صياغة وبلورة دفتر التحملات، الذي سيلتزم به الفاعل الذي سيفوض إليه أمر تدبير النقل الحضري بواسطة الحافلات في مدينة البوغاز خلال السنوات المقبلة. أما الجلسة المسائية فقد خصصت لاستخلاص النتائج وتحديد التوصيات. يشار إلى أن هذا اليوم الدراسي، مكن المشاركين من ملامسة الجوانب المتعددة المتعلقة بتدبير وتنظيم هذا المرفق الحيوي، الذي أصبح يحظى بأهمية خاصة في بلادنا كما هو الشأن في البلدان المتقدمة والنامية. وقد وقف المشاركون على المقاربات النظرية في هذا المجال، وكذا التجارب العملية بطنجة ومدن مغربية أخرى والتي أظهرت كلها وأكدت على الطابع الشمولي والمعقد لمسألة النقل الحضري من خلال تعدد المتدخلين وغياب القوانين المؤطرة وعدم وجود تنسيق بين الفاعلين ...، وقد خلص المشاركون إلى أن مشكلة النقل الحضري بواسطة الحافلات بالمغرب و بطنجة، هي مشكلة اقتصادية واجتماعية وتقنية وحكماتية وحضارية وعمرانية وبيئية.... وقد خلص اليوم الدراسي إلى ضرورة بلورة نظرة شمولية ومتكاملة لمسألة النقل الحضري بواسطة الحافلات بالمدينة تراعى فيها الجودة والثمن والسرعة، وتساير المتغيرات والتحولات البنيوية والاجتماعية والاقتصادية والحضرية التي تعرفها وستعرفها مدينة البوغاز، ليكون هذا القطاع في خدمة الأهداف التنموية والإستراتيجية التي أرادها لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ورأى المشاركون في اليوم الدراسي ضرورة اعتماد التوصيات التالية بمثابة ميثاق يؤطر ويحدد بنود دفتر التحملات مع الفاعل الذي ستوكل له مهمة تدبير النقل الحضري بواسطة الحافلات بالمدينة. اعتماد منطق الحكامة من حيث الإشراك والتتبع والمساءلة بخصوص النقل الحضري. إخراج القانون المنظم والمؤطر لمرفق النقل الحضري بالمدن المغربية. الالتزام ببنود دفتر التحملات مع تفعيل لجن المراقبة والتتبع. منح طنجة ومحيطها المجالي النقل الحضري الذي تستحقه لتكون في مستوى التمثيلية كواجهة للبلاد. مقاربة مسألة النقل الحضري بواسطة الحافلات في إطار حوض العمل وليس فقط المجال الحضري بإشراك الجماعات المجاورة للمدينة. التنسيق بين كل المتدخلين في القطاع من أجل تنميته وتطويره. إعادة تنظيم وسائل النقل الأخرى بشكل يخدم المصلحة العامة للمدينة. الأخذ بعين الاعتبار مسألة النقل الحضري في كل المخططات الحضرية والعمرانية. اعتماد الممرات الخاصة لتسريع التواصل عبر وسائل النقل العمومي. الأخذ بعين الاعتبار المستعملين ذوي الاحتياجات الخاصة والقيام بالاستثمارات الضرورية لتسهيل استفادتهم من هذه الخدمة. تقوية دور المجتمع المدني والمنتخبين في مراقبة وتتبع تنفيذ دفتر التحملات. الأخذ بعين الاعتبار الاختيارات التنموية الكبري بالمدينة وتقديم خريطة نقل حضري في مستوى التطلعات. تقديم الخدمة لكل أحياء المدينة والقرى والجماعات المجاورة لها من دون استثناء. أقلمة العرض للخصوصيات العمرانية والحضرية والاجتماعية لأحياء ومقاطعات المدينة بلورة رؤية شمولية ومتكاملة للمسألة تراعي تسريع وتيرة الربط بين الأحياء ووسط المدينة باعتماد الطرق الحديثة في رسم خريطة تنقل الحافلات. إيجاد وسائل التمويل الضرورية لجعل النقل العمومي بديلا عن الازدحام الذي تعرفه المدينة. تسهيل ولوج الحافلات إلى مركز المدينة كما هو الشأن بالمدن المغربية الأخرى. اعتماد ميثاق أخلاق يحترم من طرف الفاعلين والمستعملين على السواء.